تأثير السدود على السياحة في الاهوار

زيد حاكم جياد
بأشراف الدكتور
م. د. علي خزعل جواد

بما أنّ الأهوار تقع عند نهاية مستجمعات مياه دجلة والفرات، تعتبر مشاريع تخزين المياه والسيطرة عليها المشاريع الرئيسية التي تؤثر على الأراضي الرطبة. فقد تم افتتاح سدّة الهندية على نهر الفرات عام 1913، حيث سيطر هذا البناء على توزيع مياه المصب. كما سيطر أيضاً على المياه وتوزيعها بين الحقول الزراعية التي ليست جزءاً من الأهوار. وقد أثر ذلك بشكلٍ كبير على كمية المياه المتدفقة إلى هور الحمّار. أما فيما يتعلق بالأهوار الأخرى، فقد شيدت سدّة الكوت في عام 1938، والتي وجهت المزيد من تدفق المياه لتوفير الري للزراعة، وبالتالي خفضّت كمية المياه المتدفقة من نهر دجلة إلى الأهوار الوسطى والحويزة. ومنذ الخمسينيات، بدأ العراق في بناء عدد من مشاريع البنية التحتية للتحكم بالمياه، بما في ذلك سد سامراء (على نهر دجلة) وسد الرمادي (على نهر الفرات)، والتي حولت المياه الفائضة نحو المنخفضات الطبيعية. وقد تم الانتهاء من سد حديثة على نهر الفرات وسد الموصل على نهر دجلة في الثمانينات. وبالمثل، بدأت تركيا وسوريا مشاريع بناء السدود في الستينات والسبعينيات. وفي عام 1990، تم تشغيل مشروع جنوب شرق الأناضول (GAP) في تركيا، مما أثر بشكل كبير على تدفق نهر الفرات. وفي الوقت نفسه، نفذت إيران مشاريعاً خفضت كثيراً من تدفق روافد نهر دجلة.
حدث هذا بشكل رئيسي في خمسينيات القرن الماضي في العراق، وفي الثمانينيات والتسعينات في كلٍ من العراق وتركيا وإيران. وفي الآونة الأخيرة، في عام 2016، بدأ تشغيل سد إليسو المثير للجدل. ومع ذلك، فإن الآثار الناجمة عن بناء سد أتاتورك الضخم في عام 1990 على نهر الفرات، الذي أضيف إلى السدود الكبيرة الأخرى على نهر الفرات في تركيا وسوريا والعراق، قد أجبرت الحكومة العراقية على إجراء تغيير جذري في مخطط العمليات لنهر دجلة ، وأيضاً، نظراً لأن مستجمعاي المياه يُداران بطريقة مشتركة. ونتیجة لذلك، تظهر السجلات الھیدرولوجیة لمنطقة أهوار المنبع في الأنھار الرئیسیة فرقاً ملحوظاً في نظام التدفق قبل وبعد عام .1990، وتظهر الخريطة 3 أهم الهياكل الهيدروليكية في مستجمعات المياه فيما يتعلق بالأراضي الرطبة.

إن معدل التدفق ما بعد عام 1990 عبر مصب نهر الفرات في الهندية، هو حوالي نصف ما كان عليه في الماضي؛ وفي دجلة، في اتجاه مصب سد الكوت، انخفضت التدفقات إلى ما يقرب من ثلث تصريفها قبل عام 1990. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت تدفقات الذروة، التي كانت تستخدم لتغذية الأهوار خلال الجريان الشديد، إلى حوالي 25% -30% من تدفقها قبل عام 1990. كما قللت الهياكل الهيدروليكية ليس فقط من إمدادات المياه العامة، بل تسببت أيضاً في تغييرات موسمية.