تأثير الامطار في المناخ

زيد حاكم جياد
بأشراف الدكتور
م. د. علي خزعل جواد

من الظواهر المرتبطة بتغير المناخ أيضا التباين في معدلات سقوط الامطار على المستوى العالمي فبينما ارتفع معدل هطول الامطار في مناطق شرق الأميركتين وشمال اوربا وشمال ووسط اسيا انخفض في حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب افريقيا ومناطق في جنوب اسيا
وبينما يتسبب الارتفاع الكبير في معدلات سقوط الامطار في زيادة مخاطر الفيضانات والسيول وما ينجم عن ذلك من كوارث وازمات متعددة فان انخفاض هذه المعدلات الى درجات الجفاف يؤثر في الامن المائي لكثير من البلدان ويسبب انتكاسة كبيرة لاستقراها الاقتصادي والاجتماعي
ولا يقتصر الامر هنا على التباين المكاني في معدلات واتجاهات الامطار بل يمتد ليشمل نوعية الامطار أيضا اذ ترافقت مع التغيرات المناخية وتصاعد نسب الغازات الحمضية في الجو مثل ثاني أوكسيد الكبريت وكبريتيد الهايدروجين واكاسيد النتروجين بسبب استمرار احتراق الوقود الاحفوري وحرق النفايات الصلبة انتشار ما يعرف بالأمطار الحمضية التي تتكون من خلال اتحاد هذه الغازات مع اوكسجين الهواء ومن ثم الاتحاد مع بخار الماء لتنزل فيما بعد على شكل مطر حمضي عندما تكون الظروف ملائمة لنزول المطر او على شكل ضباب دخاني عندما يكون الجو باردا او تختلط مع بلورات الجليد المتساقط وتكسو سطح الأرض قي حالة البرودة الشديدة
وعلى الرغم من ان البلدان الصناعية هي المصدر الرئيسي لهذه الامطار والأكثر تعرضا لمخاطرها لاسيما الاضرار التي تلحق بالبيئة البحرية وبالمزروعات والصحة العامة الا ان هذه الاضرار لا تقتصر على هذه البلدان فقط بل تمتد لتشمل بقية الدول أيضا فقد اشتكت الدول الاسكندنافية من تكاثر سقوط الامطار الحمضية القادمة اليها من المراكز الصناعية الاوربية في حين اتهمت كندا الولايات المتحدة الامريكية بانها مصدر الامطار الحمضية التي تتساقط عليها كل عام والتي تقدر ب12 مليون طن سنويا [16] كما تعاني الدول الاسيوية وخاصة الهند والصين وتايلاند من تساقط الامطار الحمضية حيث تستهلك تلك البلدان كمية هائلة من الفحم كوقود للإنتاج الصناعي