أحمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
لعل من بين المعلومات الاقتصادية التي حدث فيها تقدم حديث لا يوجد فرع اكثر فائدة من الدراسات الخاصة بالدخل القومي فقط كان من المستحيل قبل معرفه الارقام الخاصة بالدخل القومي ان تحكم على مقدار تقدم شعب او تأخره من الناحية المادية ولكن مجرد الحصول على هذه المعلومات لا يعني اننا استفدنا جميع استعمالات بيانات الدخل القومي اذ انها تطلعنا ايضا على ما يحدث للصناعات المتعددة للمزارعين وارباب الاجور وذوي الاملاك واصحاب المهن الحرة كما اننا لا يمكننا الاستغناء عنها عند اعداد ميزانيات الحكومة الفدرالية او عند شروعنا في فرض الضرائب في سلطات الضرائب تستطيع احتساب الحصيلة المنتظرة للضرائب الخاصة بالدخل بطريقه صحيحة اذا هي علمت ولو بوجود التقريب مقدار الدخل وطريقة توزيعها واخيرا في هذه البيانات يمكن استخدامها ايضا لتخطيط السياسات المقبلة.( جورج ، ٢٠١٨ : ١٠ )
وقبل ان نقف على كيفية استعمال ارقام الدخل القومي يجب اولا ان نعرف ما هي هذه الارقام وكيفية الحصول عليها وطريقة تجميعها وتظهر ارقام الدخل القومي على الماضي والحاضر والمستقبل من آن الى اخر على صفحات الجرائد وقد انتشر هذا التعبير لدرجة ان كثير من الناس لا يدركون انه حديث العهد نسبياً وانهم يجهلون معناها الحقيقي فقبل عام 1919 لم تكن توجد بالولايات المتحدة ارقام صحيحة عن حجم الدخل القومي ولا عن مدى التغيرات التي كانت تطلع عليه من سنة الى اخرى ولم يكن هناك من يعرف بالتفصيل كيفية تكوين هذا الدخل وطريقة توزيعه بل ان عبارة الدخل القومي ذاتها لم تكن محددة تحديداً دقيقاً الى ان العمل الشاق الذي قام به الاخصائيون والاقتصاديون خلال الفترة ما بين الحربين كان لها الفضل الاكبر في تنمية هذه الفكرة وإخراجها الى حيز الوجود ،
وقد قامت هيئه ابحاث غير حكومية تسمى بالمكتب الاهلي للأبحاث الاقتصادية بمجموعة من الاعمال الاولى في حساب الدخل القومي ثم تولت عنها هذا العمل وزارة التجارة الأمريكية التي قامت في عام 1947 بتغيير جداول الدخل ونظراً لوجود ثغرات في المواد الإحصائية الاساسية فقط احتاج الامر الى عمل تقديرات لذا كانت ارقام الدخل القومي تشتمل عادةً على نسبة من الخطأ على ان الباحثين العديدين في هذا الميدان توصلوا الى نتائج وارقام متقاربة تقارباً يدعون الى الاعتقاد بانها على درجة كافية من الدقة تؤهلها للاستعمال في الاغراض العلمية ومهما يكن الامر فهي افضل بكثير من التكهنات التي لا اساس لها فضلا عن صلاحيتها لتتبع التغيرات التي تحدث خلال فتره معينة من الزمن. ( جورج ، ٢٠١٨ : ١١ )
واذا اراد شخص الالمام بحقيقة اي مشروع فعليه ان يسترشد في هذا الصدد وتقرير المحاسبين عن عملياته وكذلك
الاكبر بالنسبة للدخل القومي اذ تستخدم فيه طرق تشبه الى حد كبير الطرق المستخدمة في المحاسبة ويعبر عنه عادةً بأرقام تصل الى عدة ملايين حتى ان الاشخاص الذين احتاجوا احتساب دخولهم بالمئات او الالوف قد لا يستطيعون تصورها الى ان هذه المجاميع الضخمة ليست كل ما في الموضوع فإن رجل الاعمال الذي يفحص التقارير المالية لأي مشروع لا يكتفي بالنظر الى ما في او اجمالي الدخل ولكنه يفحص بإمعان مفردات الحسابات ليعرف كيف تم استخلاص هذه الارقام وينطبق نفس الشيء على الدخل القومي اذ ان مجاميعه لا تظهر الا بعد عمل حسابات مفصله تكشف في حد ذاتها عن بعض الحقائق المهمة عن الاقتصاد.
ويقال ان دراسة الدخل القومي هي ذلك الفرع من الاقتصاد الذي يشبه علم التشريح في دراسة جسم الانسان في التشريح يبين طريقة تكوين اعضاء الجسم وحجمه وتركيبه وعلاقة الاجزاء المختلفة بعضها بعض فكل انسان له ضرائب علم التشريح يمكن ان يواصل دراسته عن كيفية عمل هذه الاجزاء وكيفية نموها اما دراسة طرق الحياه فيطلق عليها علم وظائف الاعضاء. ( سول ،