لماذا ندعو للاستثمار السياحي؟
أحمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
من خلال الإجابة عن هذا السؤال سنتوصل إلى أهمية الاستثمار السياحي:
تثير مسألة الإهتمام بالاستثمار السياحي تناقضات بين الاقتصاديين، فمنهم من يتخد موقفاً سلباً أراء هذا النوع . من الاستثمارات، ومنهم العكس فيذهب بعض الاقتصاديين المعارضين للسياحة، إلى أن السياحة تمثل قطاعاً استهلاكياً أكثر من كونه انتاجياً، وانه لكي تزدهر السياحة في بلد ما، بحيث أن تكون لديها طاقة إنتاجية كبيرة لإنتاج طاقات استهلاكية. ولما كانت الدول النامية – بوجه خاص – تتصف بضعف حجم الطلب الداخلي، فإنه لا يسوغ جلب مستهلكين آخرين من الخارج (سياح) لزيادة هذا الطلب طالما أن الانتاج ذاته ضعيف وتكاليفه مرتفعة، وتحتاج في بعض الأحيان إلى دعم حكومي لأصال السلع والخدمات إلى أسعار تتناسب مع اصحاب الدخول المحدودة وهم غالبية السكان النامية وينتهي هؤلاء المعارضون الى ضرورة تحديد الدور الاستراتيجي للسياحة في البلدان النامية على اساس انها قطاع ذو فاعلية على المدى القصير لتعويض بعض العملات الأجنبية التي تحتاجها الدولة وليس على المدى الطويل باعتباره قطاعاً انتاجياً يشكل جزءاً هاما من الاقتصاد القومي وإن السياحة يمكن النظر اليها على المدى الطويل اذا استطعنا تنمية الطاقات الانتاجية إلى الحد الذي يسمح بتغطية الطلب الداخل فائض انتاجي يمكن تصديره.
البعض الآخر من الاقتصاديين المعارضين للسياحة ، بأن السياحة في البلدان النامية قد تمثل قيمة سالبة اذا استنزلنا من الدخل السياحي الإجمالي كافة مفردات النص المضمون الاستيرادي ومستلزمات الانتاج لاستخراج القيمة الصافية.https://uomustansiriyah.edu.iq › …PPT
ويرى الباحث بأن الرد على هؤلاء المعارضين، يعتبر في هذا المكان يحقق هدفين، فالرد هنا يثبت نقيض الأفكار التي تحملونها هؤلاء المعارضين، وفي نفس الوقت بين أنا مدى أهمية الاستثمار السياحي، وكما يأتي:
• إننا كاقتصاديين سياحيين لا ندعوا إلى الاستثمار السياحي في القطاع السياحي دون الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الأخرى، واننا بذلك برفض التنمية الحادية الجانب وندعوا إلى اقامة استثمارات اقتصادية مخططة ومتوازنة لكافة القطاعات الاقتصادية بما فيها القطاع السياحي .
• تمتاز صناعة السياحة بارتباطاتها القطاعية المختلفة الكثيفة مع باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى وبناءاً على ذلك فان السياحة لا تؤثر في الفعاليات السياحية فحسب ، وانما يمتد أثرها إلى فروع الإقتصاد القومي.
وهكذا يلاحظ بأن آثار السياحة تطرق ابواب معظم المشاريع والقطاعات الاقتصادية للاقتصاد القومي، مما
يدل على اهمية هذا النوع من الاستثمارات.
• تتميز الدول النامية بوجود الحلقة المفرغة (Poverty circle) ولكي تكسر هذه الحلقة، يتفق الاقتصاديون على ضرورة حقن (تمويل) للسوق الداخلي عن طريق الخارج، أي أنه يتعين دخول عناصر تمويلية جديدة من خارج هذه الحلقة وبكميات ضخمة لكي تكسر احد حلقات هذه السلسلة ويمكن للاستثمارات السياحية في القطاع السياحي باعتباره قطاع نشيط وكثيف التشابك القطاعي أن يحرك الدورة الاقتصادية وأن تكسير سلسلة الفقر من جانب قلة الدخول أو من جانب قلة الطلب وتسمح بالتالي بتنشيط من الخارج يترتب عليه تحريك قطاعات انتاجية مختلفة. ( عباس ، ٢٠١٦ )
• أن العديد من الاقتصاديين المعارضين يحملون الاستثمارات السياحية اعباء كثيرة. فمنهم من يحمل تكلفة انشاء المرافق العامة من طرق وسكك ومشاريع الماء والكهرباء وغيرها، للاستثمارات السياحية بمجرد انها تستخدم أو تستفاد من جزء منها. ولكن هذه الحسابات مخطؤة ومن الممكن الاعتماد على تحليل التكلفة والربحية (Benefit analysis – Cost) كمعيار اقتصادي لحساب التكلفة الجزئية التي تتحملها
الاستثمارات السياحية من جراء إقامة المرافق العامة.
• كما وان بعض الاقتصاديين يميلون الى اعتبار الفرق بين ايرادات السياحة من الخارج ومدفوعات السياحة الى الخارج بمثابة المساهمة الصافية لقطاع السياحة في الدخل القومي لكننا لا نميل إلى هذا الرأي حيث انه لا يمكن اعتبار سياحة المواطنين في الخارج نوع من انواع التسربات التي تقلل من اجمالي الايرادات السياحية، ذلك أن تخصيص جانب من النقد الاجنبي لسياحة المواطنين في الخارج أمر تحدده، كيفية تخصيص موارد البلد من النقد الأجنبي، وهذا يتوقف بدوره على أولويات السياسة الاقتصادية والمالية، وعلى طبيعة النظام الاقتصادي السياسي بوجه عام، بعبارة اخرى أن سياحة المواطنين في الخارج لا تتوقف بالضرورة على تحقيق ايرادات من سياحة الاجانب في البلد، ومن ثم فإن الربط بين هذين النوعين من السياحة أمر ليس له مبرر معقول. > محمد آل العصفور: • هذا وتعتبر الاستثمارات السياحية مسألة هامة لما تحتله السياحة من مكانة بارزة في تطور المجتمع لما لها من آثار ايجابية على مسألتي التطور الاجتماعي ونمو الدخل القومي”، فهي المجال الذي تنتعش فيه الخدمات العامة وتنهياً من خلاله مرافق عصرية للراحة والتسلية لعموم المواطنين اضافة الى انها وسيلة فعالة للتعريف بتراث وحضارة القطر وجذب السياح من الخارج.( شبّر ، ٢٠١٧ : ٩ )