دور الاستثمار السياحي في تحقيق التنمية
أحمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
يعتبر القطاع السياحي أحد القطاعات الإضافية الناشطة إلى جانب القطاعات الاقتصادية الأخرى حيث
يساعد على نمو البلد اقتصادياً واجتماعيا ، وتسعى العديد من الدول إلى تحقيق تنمية مستدامة من خلال تطوير وتنشيط القطاع السياحي لما يحدثه من تنمية اقتصادية واجتماعية، وبالرغم من أن سياسات السياحة لا تبنى فقط على اعتبارات اقتصادية وتكنولوجية ، ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً الحفاظ على البيئة واحتياجات السكان المضيفين
عامة والذين يعملون في الحقل السياحي خاصة ، وعليه سنقوم بتحديد دور الاستثمار السياحي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بنوع من التفصيل كالأتي :
1- دور الاستثمار السياحي في تحقيق التنمية الاقتصادية : يتميز الاستثمار بجملة من المزايا الايجابية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والبيئية إذ يعد أحد دعائم التنمية الاقتصادية من خلال :
– تحسين ميزان المدفوعات وتوفير النقد الأجنبي : تسعى الدول من خلال إقامتها للمشاريع الاستثمارية بهدف تحسين ميزان المدفوعات و ذلك نظرا إلى أن الحركة السياحية تنتج عنها ايرادات و تؤدي بمقابل ذلك مجموعة من النفقات إذ تعد عنصر من عناصر ميزان المدفوعات من خلال تسجيلها في مجموع الجزئي لميزان السلع و الخدمات تحت عنوان ” السياحة” أو ” السفر .
– تمثل الاستثمارات السياحية مصدرا هاما من مصادر العملات الأجنبية و التي تسعى معظم دول العالم لا سيما النامية منها ، للحصول عليها نظرا لأهمية الإيرادات السياحية و دورها الأساسي في تحقيق فوائض في ميزان المدفوعات ، و بالتالي التأثير على المركز السياحي للدولة مقارنة بغيرها من الدول السياحية . ( المخطارية ، ٢٠١٦ : ١٦ )
– تأثير الاستثمارات السياحية على التشغيل و العمالة : طالما أن السياحة عملية متكاملة مترابطة مع مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية في الدولة ، و بالتالي فزيادة الاستثمارات السياحية ستؤدي إلى زيادة العمالة بطريقة مباشرة وغير مباشرة في القطاعات التي تؤثر و تتأثر بالسياحة.
– و تختلف آثار الاستثمار السياحي على العمالة حسب الأهمية المعطاة للسياحة في الدخل الوطني و أولوياتها في قائمة القطاعات الإنتاجية التي يتم الاستثمار فيها ، و تشير مختلف الدراسات التي أجريت عن السياحة وتأثيراتها على العمالة إلا أن الاستثمارات السياحية تختلف السياحة وثيق الصلة بالزيادة في عدد غرف الفنادق السياحية . ( التوني ، ٢٠٠١ : ١٧ )
2- دور الاستثمار السياحي في تحقيق التنمية الاجتماعية : إن السياحة تقود إلى تحقيق التالف بين المجتمع و المشروع السياحي من خلال دورها في توسيع قاعدة المشاركة لأكبر عدد ممكن من السياح داخل المنشآت السياحية ، كما تعد أداة لتعميق الانتماء وتنمية الوعي السياحي الذي له دور كبير في تحقيق التنمية الاجتماعية والمتمثلة في العناصر التالية :
– التأكيد على العادات والتقاليد و المسائل البيئية : تعد السياحة وسيلة حضارية لتنمية معدلات لتبادل الثقافي بين الشعوب والمجتمعات ، حيث تكتسب الدول السياحية المهارات الثقافية و الخبرات من المجتمع المصيف ، كما تسمح للاطلاع على الثقافات الأجنبية الوافدة “.
– التطور الاجتماعي : تعتبر الاستثمارات السياحية وما ينتج عنها من سياحة من أهم أسباب التطور الاجتماعي في الدول السياحية حيث تتيح الفرصة أما أفراد المجتمع للتعرف على الأفكار والاهتمامات والثقافات الأجنبية المختلفة من خلال تعاملهم ومشاهدتهم واتصالهم المباشر مع السياح و ما يساهم في اكتساب الخبرات والقيم السليمة بالإضافة إلى مساعدتهم على الانفتاح على العالم الخارجي . ( الانصاري ، ٢٠١٢ : ٨ )
– الشراكة المجتمعية : و تتأتى هذه الشراكة من خلال دمج المجتمعات المحلية في عملية التنمية السياحية و في عملية إدارة الموارد الثقافية والتراثية ، و التي تساعد في عملية الحفاظ عليها وحمايتها ،
فالاستثمار السياحي يحقق ذلك من خلال : توظيف مواقع التراث الثقافي والطبيعي وموارده في مجالات الاستثمار السياحي يدر دخلاً يمكن الاستفادة منه واستغلاله . في حماية هذه المواقع والحفاظ عليها . وتوعية المجتمعات المحلية بالآثار الايجابية والسلبية للسياحة بتأكيد الايجابيات و الاستفادة . ( العياشي ومحمد ، ٢٠١٥ : ٥٢ )