إمكانيات السياحة الطبيعية في محافظة المثنى

إمكانيات السياحة الطبيعية في محافظة المثنى
حمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
تتميز محافظة المثنى بمقومات جذب سياحية طبيعية ذات مكانة فردية سيما بحيرة ساوة التي تعد احدى الظواهر الطبيعية المرتبط وجودها بتفسيرات تاريخية مهمة كما تحظى هذه المقومات بمتنوع حيوي ذو أهمية اقتصادية فضلاً عما يضيفه من جمالية اكثر لطبيعتها الساحرة..
وتعد بحيرة ساوة واحدة من اهم المناطق الطبيعية في العراق حيث تقع في منطقة صحراوية تبعد عن مدينة السماوة بحوالي ( 30 كم) وتمتاز بمياهها الصافية حيث بلغ طولها حوالي 4.75 كم وعرضها ١.75 كم تقريباً وتمتاز البحيرة بتركيب مياهها بأنها مختلفة تماماً عن تركيب الماء في المنطقة حيث ان مستوى الماء فيها مرتفع عن سطح الارض المجاورة لها بحوالي ( خمسة امتار ) مما يحول دون رؤيتها إلا من مسافات قريبة جداً وهذا ما يدل على انها تقع في جيب صخري يعزلها عن ارض المنطقة وطبيعتها ،
وترتفع مياه البحيرة ( 11 ) متراً فوق مستوى نهر الفرات لذلك يمكن تصريف المياه الموجودة فيها عن طريق الانحدار ( الانصاري ، ٢٠١٧ : ٤٠٧)
 وقد حافظت البحيرة على منسوب مياهها دون ان يكون هنالك مجرى معين ظاهر يغذيها بل تعتمد على شقوق في اسفلها تخرج منها المياه وان شكل البحيرة يشبه الى حد كبير شكل ( الكمثرى ) وكانت قبل عام
(1990 م ) وجهة للآلاف من السياح واهملت بعد هذا التاريخ من قبل النظام المباد حيث المباني والاستراحات الذي شيدت على ضفافها مهدمة حالياً ويمكن ان تتحول المنطقة المحيطة بالبحيرة الى موقع سياحي مهم لو اقيمت فيها العديد من المرافق والخدمات السياحية لكل استراحات والمطاعم والبيوت السياحية وتم تبليط الطريق المؤدي اليها .

 ومن الاحداث التاريخية المرتبطة بنشأتها انه يوم ولادة ( الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم ) كان حافلاً بأكثر من حدث فقط تنبأ احبار اليهود فقالوا : ولد نبي هذه الامة فقد تصدع ايوان كسرى وفرت بحيرة ساوة وهذا ما كانوا يتوقعونه من خلال تنبأتهم وقراءتهم المستقبلية آنذاك او انها تكونت بفعل عمليات الانحدار والإذابة للصخور الجيرية التي تحدث تحت سطح الارض مكونة فتحات متضاربة فيما بينها ( بالوعات) تعرضت هي الاخرى الى انهيار سطحها الامر الذي أدى الى تلاحم هذه الفتحات مكونة هذه البحيرة وما يدل على صحة التفسير شكل البحيرة الطولي وبذلك تعد بحيرة ساوة صرحاً سياحياً ذي قيمة حضارية عريقة وهي مؤهلة لأن تكون مشروعاً تنموياً ذو عوائد اقتصادية كبيرة لو استثمرت الخطط المطروحة وجدت جدية بالتنفيذ من قبل الجهات المعنية.
لذا يتوجب استثمار امكانية تنميتها سياحياً في ضوء الرؤى التي ستطرح بالتنسيق مع الجهات المختصة في المحافظة سيما دائرة التنمية والتخطيط ومديرية دائرة الزراعة والدوائر ذات العلاقة في المحافظة فضلاً عن الدور الجغرافي التنموي كمساهم فعال في التخطيط وطرح الافكار والرؤى المنبثقة في مجال اختصاصه والعمل بين هذه الجهات فريق متناسق متعض في الافكار والجهد من اجل تنفيذ هذا المشروع التنموي.( الانصاري ، ٢٠١٧ : ٤٠٨ )
لا تملك بحيرة ساوة أنهار تصب فيها أو تخرج منها إنما تتزوّد بالمياه الجوفيّة من تحت البحيرة والتي ترشح إليها من نهر الفرات عبر الصدوع والشقوق، وفي 17 نيسان سنة 2022 م، أعلن متحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية عن جفاف البحيرة كاملةً، وأن هذا الجفاف قد حدث أول مرة. ( علي ، ٢٠٢٢ : ١٤٤ )