السياحة الفكرية

رسل زياد راهي

إشــــــراف

أ. م.د مسلم محسن عبود السوداني

السياحة الفكرية

ذكر البعض أن السياحة الفكرية تشتمل على المسائل العبادية كالصيام والنسك والاعتكاف وهذه فائدة في السياحة بالتفكر قال رسول الله  صلى الله عليه وآله في بيان صفات المؤمن: (جوال الفكر)([1]).

قال المجلسي أي فكره في الحركة دائماً او في حركة

وقال النمازي: هذا من اعالي درجات كمال الايمان.

قال سبحانه: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)([2])، وقد وردت لفظة يتفكرون مراراً في القران الكريم. فهناك نوع من التلازم بين السياحة الفكرية والسياحة البدنية بالتنقل اذ كيف يتفكر المؤمن فيما لم يره ويشاهده من الارض وآياتها والسماء ومعالمها وكواكبها فينبغي ان تسبق الحركة الفكرية سفرة سياحية في مناكب الارض ومعالمها، وتأمل لطائفها ولطائف السموات واذا كان النظر الى السماء نوع من سياحة فان الآية الكريمة في قوله تعالى: (يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان)([3]).

اشارة وتشويقاً الى السياحة البدنية بين الكواكب كما حصل فعلاً بهبوط الانسان على القمر وارساله المجسات الفضائية الى المريخ واستطلاعه مجاهيل الكون والمجرات والمجموعات الشمسية العظيمة هذا فضلاً عن البحث والتنقيب في معالم ما امكنه ان يصل اليه في نفس الكوكب الواحد.

والتنقل بالفكر يعم العالم المادي والمعنوي، وهو اسرع من التحرك والتنقل البدني وألطف في سبر اغوار المعالم والهيئات المادية والفكرية اذ الفكر بتأمله ولطافته يصل الى اعماق الشيء ولا يكتفي بظواهر الاشياء كما البدن بالنظر. فمساحة التجوال والسياحة الفكرية اوسع بكثير واعمق بكثير وانفع بكثير من سياحة وتجوال الجسد، وكذلك اثار الفكر ابقى وادوم، لأنه يورث القناعة والاعتقاد والعلم بالجواهر بينما يكتفي السائح بالصور والمناظر الملتقطة والمعالم الجميلة الخلاّبة، نعم اذا ضم اليها سياحة فكرية وعبادية كان اجمل واوقع وانفع للنفس وللآخرين.

………………………..

[1] ) كتاب التمحيص ــ محمد بن همام الاسكافي ، مستدرك الوسائل الفوري ج8 ص46 ، بحار الانوار ــ المجلسي ج64 ص310 ، مستدرك سفينة البحار علي النمازي ج9 ص188 ، الف حديث في المؤمن النجيفي ص223.

[2] ) الاية 191 سورة ال عمران. الاية 191 سورة ال عمران.

[3] ) الاية 33 سورة الرحمن.