ـ السياحة بمعنى مفارقة الأمصار والذهاب في الأرض مطلقا :
وهذا ما ذهب إليه الجوهري في كتابه (الصَحاح) حيث قال : ” وساح في الأرض يسيح سياحة وسيوحا وسيحا وسيحانا , أي ذهب , وفي الحديث (لا سياحة في الإسلام ) ” , وقد قال مرتضى الزبيدي في كتابه (تاج العروس) حيث قال : ” الزجَاج :السائحون في قول أهل التفسير واللغة جميعا الصائمون ….. مذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض , وقيل : هم الذين يديمون الصيام , وهو مما كتب في الكتب الأول . وقيل : إنما قيل للصائم سائح ,لأن الذي يسيح متعبدا ولا زاد معه إنما يطعم إذا وجد الزاد , والصائم لا يطعم أيضا , فللشبه به سمي الصائم سائحا ,
وهو قطعا تجوز . وسئل ابن عباس وابن مسعود عن السائحين ,فقالا : هم الصائمون ” والحاصل سواء قلنا بالقيد , وهو العبادة , أم نقل به فأطلاق السياحة على الذهاب في الارض أو مفارقة الأمصار لا يخلو من التجوز , كما نقل ذلك الزبيدي عن الزجاج .(الجوهري, ج 1, 377) (الزبيدي, ج4, 98).
وعليه فمن جميع ما تقدم اتضح أنهم حملوا المعنى اللغوي على ما ورد من احاديث نبوية بأن (السياحة ) ذهاب في الارض ومفارقة للأمصار وهي في ذات الوقت معنى مجازي لا حقيقي .