السومريون وبناء السداد (السدود)
اقام السومريون السداد المحكمة لحمايتهم من خطر الفيضانات , حيث كانت الطبيعة تضمن لهم استمرارية خصوبة التربة وتوفر مياه الري بصورة مستمرة . لقد شيدوا مدنهم ومعابدهم في الاماكن التي يتقون فيها شر الوحوش الضارية وعدوان سكان الصحراء , وكانوا يمتهنون مهنة الزراعة ويروون اراضيهم بأحداث فتحات في السدود حتى تصل المياه السيحية اليه. ويعتقد ان السومريين قد بدأوا بتجفيف المستنقعات والبطائح (المسطحات المنخفضة ) التي كانت قرب رأس الخليج العربي قبل سنة (3500 ق.م) , وتعلم السومريين كيف يحتفظون بمياه الري وذلك بعمل السداد وتوزيع المياه في القنوات وحصاد محصولات الحبوب , كما مارسوا زراعة الشعير والحنطة وتربية الماشية , وقامت الماشية بدور كبير في حياتهم وجملوا احدى الهتهم على صورة بقرة وأعتقدوها حامية لقطعان ماشيتهم ومن الاعمال الحديثة التي تذكرنا بمشاريع السومريين الاستصلاحية التي اقاموها في اهوار هذه المنطقة لاستغلالها زراعيا للمشروع الجبار الذي انجزه ناصر باشا آل سعدون متصرف الناصرية حوالي عام 1870 م والمعروف بسدة ناصر باشا وهي عبارة عن سد ترابي اقيم على طول الضفة اليمنى لمجرى ذنائب نهر الفات بين سوق الشيوخ والقرنة وذلك بغية تجفيف الاراضي البطائحية الشاسعة من هور الحمار الممتدة جنوب شرقي السد لصد مياه الفيضان عنها واستغلالها في الاغراض الزراعية . وبعد ان انهدم ذلك السد نتيجة النزاعات العشائرية التي نشبت في تلك المنطقة ام تجرأ اية محاولة لصيانته فغمر الماء الاراضي بصورة متواصلة ونبت البردي والقصب الكثيف بمساحات شاسعة (1).