أهمية السياحة

على الرغم من قدم السياحة بوصفها نشاطا اقتصاديا الا انه مع بداية القرن العشرين بدأت السياحة صناعة منتظمة ولكن في نطاق ضيق وأستمر نموها حتى أواسط القرن الماضي وذلك لصعوبة التنقل والازمات السياسية والاقتصادية كالأزمة العالمية الكبرى عام (1929م) والحربين العالميتين الاولى والثانية ولكن عندما انتهت الحربان شهد العالم تقدما في ميادين كثيرة ولا سيما في حقل الطيران وارتفع المستوى المعاشي لبعض الطبقات مما جعل السياحة نشاطا رئيسيا لعدد من البلدان وقد اعطته هذه الدول اهتماما بالغا وجعلته ركيزة اساسية من ركائز برامجها الإنمائية بل صارت هذه البلدان تنظر الى السياحة كونها قطاعا اقتصاديا مهما جدير بالنمو اكثر من غيره من القطاعات الاقتصادية الاخرى إذ تخطت الصناعة السياحية في بعض البلدان البدايات الاولى لأسباب النمو واستخدمت هذه الصناعة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهذا التغير جعل المختصين تتغير نظرتهم الى السياحة من كونها ظاهرة اقتصادية الى ظاهرة  اجتماعية واخرون يؤكدون انها ضرورية في تنمية العلاقات الدولية([1]) .

ومما لا شك فيه ان صناعة السياحة اصبحت اليوم ظاهرة عالمية تخضع لكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اصبح لها تأثير كبير في حركة السياحة الدولية وتطور النشاط السياحي وهذا التطور فاق اي تطور في صناعة اخرى , وتعتبر الصناعة السياحية ذا مربع عالي ومورد لا ينضب لذلك فإن (9%) من العمال يعملون في حقل السياحة .

إن السياحة اسرع الصناعات نمو وقد سمي عالمنا هذا بالعالم السائح , وحيث لا تستطيع استيعاب السائحين في المطارات المدنية فقد فتحت الدول الاوربية حتى مطاراتها العسكرية لتخفيض الضغط الواقع عليها حتى انه ما ان يكتمل مطار حتى فتح مشروع اخر المطار الجديد إذ انه لم يعد بالإمكان لأي بلد ان ينمو اقتصاديا وسياحيا فبالرغم من ان السياحة صناعة تصديرية فإن على زبائنها ان يأتوا اليها إذ لا تنساب اليهم كسائر بضائع التصدير التي ترسل الى مستهلكيها في بلدانهم([2]) .

[1] – الجامعه العربية , الهيئة  السياحية الرسمية , مجلة السياحه العربيه , العدد 29 , الطبعه الاردنيه , اذار 1970م

[2] – د. فؤاد هلال , واقع اقتصاديات السياحه السورية , 2002م ,ص15 ,