السفر إلى بلاداً جديدة يحتاج منك عزيزي المسافر التعرف عليها مسبقاً بشكل جيد، حتى يسهل عليك الاندماج والانسجام التام مع ثقافتها وشعبها المحلي، ولما كانت اليابان من أكثر البلدان التي تتمسك بعاداتها وتقاليدها على مستوى العالم، فكان من الضروري على زائريها قبل السفر إليها الفهم الجيد لطبيعة هذا المجتمع الذي طالما احتذت به الكثير من الشعوب والثقافات.
- الاحترام
الانحناء هو وسيلة هامة للتحية والاعتذار في المجتمع الياباني، فالأطفال يتعلمونه منذ دخولهم للمدرسة الابتدائية وهو ما يدل على أهمية هذا التقليد لدىهم، فقد تعلم الشعب الياباني على احترام كبار السن، ويعتبر الانحناء هو جزء من ذلك، وتختلف درجة الانحناء تبعاً للشخص الذي ترحب به، فإذا كنت ترحب بأصدقائك فما عليك سوى الميل بسرعة بزاوية 30 درجة، أما رئيسك في العمل وكبار السن فسيكون الميل بدرجة أعمق بزاوية 70 درجة، ولذا عليك تعلم هذه اللغة التي تعتبر دليل على احترامك الشخصي واحترامك لعادات البلد الذي تزوره، وبطبيعة الحال عند استدعاءك أو منادتك لشخص كبير السن، يجب إضافة كلمة “سان” بعد اسمه.
- اتباع الآداب العامة
إذا دعيت إلى حفلة ليلية (“nomikai”)، لا تصب العصير وتتناوله بمفردك، فحسن الخلق يتطلب منك أن تنتظر الجميع حتى يستعدون لذلك، وبالنسبة إلى آداب تناول الطعام فهي شىء مقدس بين أفراد الشعب الياباني، وتبدأ بالتزامك بمقعدك، واستخدام المنشفة المبللة الصغيرة “oshibori” التي سيعطيها لك النادل لتنظيف يديك قبل تقديم المأكولات، ولا تخشى من إصدار صوت مسموع عند احتساءك للحساء وتناولك للمعكرونة، فهذا الصوت ستسمعه كثيراً ممن حولك وهو دليل على استمتاعك بهذه الوجبة.
- البقشيش ليس ضروريا
يعتبر تقديمك للبقشيش في اليابان سواء للنادل أو لسائقي التاكسي أو لمقدمي الخدمة في الفنادق أمر غير لائق وغير مقبول على الإطلاق، خاصة أن الفاتورة المطلوبة عادة ما تكون شاملة لكافة النفقات المطلوبة، فيحذر عليك استخدام البقشيش في هذا المجتمع تماماً.
- استخدام عيدان الطعام
سوف تحتاج إلى استخدام عيدان تناول الطعام عند تناول غذائك خارج المنزل في المطاعم اليابانية، ولابد أن تعرف الطريقة المثلى لذلك، فامسك العودين بيد واحدة بواسطة الابهام والسبابة والوسطى، كأنك تمسك قلمين، ثم دع الاصبع الاوسط يفرق بين العودين، سيستقر أحد العودين بين السبابة والوسطى، بينما يستقر العود الآخر بين الوسطى والبنصر، ولا يجب ترك عيدان تناول الطعام مغروسة رأسيا في صحن الأرز، لأن هذا يشبه عصي البخور التي عادة ما تغرس في الرمل خلال الطقوس الجنائزية، كما أنه من المسيء للأدب العض على عيدان تناول الطعام.
- خلع الأحذية
العادة المتبعة في اليابان هو خلع حذائك عند الدخول إلى المنزل أو إلى بعض الشركات والفنادق، فسترى في كثير من الأحيان رف عند المدخل، لوضع الأحذية عليه، واعلم إن الشخص الياباني لديه أكثر من حذاء للاستخدام، فما يستخدمه في أركان المنزل يختلف عما يستخدمه في غرفة نومه أو في المرحاض، وعليك الالتزام بهذا الأمر إذا دعيت لأحد منازل الأصدقاء.
- أقنعة الوجه
في معظم البلدان، لن ترى الناس يرتدون أقنعة التعقيم خارج غرفة العمليات، أما في اليابان، فسترى الآلاف من الناس يرتدونها بشكل طبيعي في الشوارع العامة، خاصة في فصلي الخريف والشتاء. على اعتبار أنها تساعدهم على الحماية من نزلات البرد أو الحساسية.
- النظام والانسجام
لقد قيل أن الثقافة الغربية تعزز النزعة الفردية، إلا أن هذا الأمر لا يسري على الثقافة والانسان الياباني الذي يقدر الانسجام والعمل الجماعي، ولكنه في ذات الوقت يحترم النظام العام ويلتزم به ضمن اطار الجماعة، وتتمثل أهم نقاط الالتزام في عدم التحدث في الهاتف المحمول داخل القطار أو الحافلة، أو تناول الطعام في الشوارع العامة.
- الهدايا
يعتبر تبادل الهدايا أمر شائع في المجتمع الياباني، فعندما يقدم لك شخصا هدية ما فلابد أن تأخذها منه بكلتا اليدين والتعبير عن الامتنان الكامل له، ولا تفتحها إلا بعد انصرافه إلا إذا طلب منك ذلك.
- التحدث بالإنجليزية
يظن الشعب الياباني أن كثيرا من الأجانب لا يستطيعون التحدث باليابانية، لذلك في كثير من الأحيان ستجدهم يحاولون التحدث باللغة الإنجليزية معهم، ولا تقلق عندما تجد شخص ياباني يقول لك “مرحبا” بنبرة يابانية قوية، فهو يحاول أن يكون مهذباً ومتواضعاً معك.
- السلامة
مقارنة بالدول الأخرى، فاليابان مكان آمن نسبيا، ولا يخفى على أحد فالقتل، والسرقة، والاعتداء والاغتصاب أمور تحدث حتماً في اليابان، ولكنك عندما ترى كيف ينام الشعب الياباني في القطارات، فستشعر حقا بالسلامة والاطمئنان.