وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء
كلية العلوم السياحية
قسم إدارة المؤسسات الفندقية
مقال بعنوان
الصدمــــــــــــة الثقافيـــــــــــــــــــة
Cultural Shock
مقدمة من قبل
م. منتظر كاظم شمران
الصدمة الثقافية Cultural Shock
مفهوم أو تعبير يستخدم لوصف المخاوف والمشاعر من (المفاجأة، الحيره، الفوضى) المحسوسة عندما يتعامل الناس ضمن ثقافة أو محيط اجتماعي مختلف تماماً مثل البلاد الأجنبية، وترتفع هذه الصعوبات من خلال مدى الاستيعاب والتقبل للثقافة الجديدة، مما يشكل صعوبات في معرفة مدى الملائم من غير الملائم، وفي اغلب الأحيان ترتبط هذه الثقافة بالاشمئزاز الكبير (أخلاقي) حول بعض صفات الثقافة الجديدة، ومن ابرز الباحثين الذين تطرقوا إلى مفهوم (Cultural Shock) هو الباحث (Michael Winkelman) إذ عدها أحد “أبحاث وسائل الاتصال الثقافي المتباين” ومؤخراً ادعى بعض الباحثون بأن الصدمة الثقافية لها العديد من التأثيرات الإيجابية على الزوار المؤقتون لتباين الثقافة ولزيادة الكفاءة الذاتية وايضاً للمساعدة على تحسين التحفيز الذاتي للشخص. رغم ان المبتعثين والمغتربين يمرون بأعراض الصدمة الثقافية إلا ان معظمهم لا يدركون المعنى الدقيق لهذا المصطلح العلمي، فهم يظنون (كما توحي العبارة) بأن الصدمة الثقافية هي مجرد الشعور الذي يصيب المغترب بالدهشة فجأة وبلا مقدمات حال وصوله إلى بلد الغربة نتيجة الاختلافات بين ثقافة بلده الأصلي وثقافة البلد الأجنبي وبالطبع يكون تصور ناقص وغير مكتمل.
مصطلح الصدمة الثقافية نشأ عام (1954) وكان أول من أشار إليه العالم الأمريكي (Kalvero Oberg) إذ بين ان الصدمة الثقافية هي تقلبات نفسية يمر بها المغترب تتألف من ثلاث مراحل أساسية وهي:
- مرحلة شهر العسل “Honeymoon phase”
تبدأ هذه المرحلة فور وصول المغترب إلى البلد الأجنبي، إذ ينتابه شعور بالبهجة والسرور وتبدأ عيناه بملاحظة الفروق بين بلده الأصلي والبلد الأجنبي، ويمضي في اكتشافاته تحت ضوء حالم، فيعجبه كل شيء جديد، وتصل به المرحلة إلى تفضيله على كل ما عاشه في بلده الأم. ولكن بعد فترة وجيزة تتضاءل درجة هذا الشعور الوردي، إذ يصطدم المغترب بالواقع الحقيقي الذي يعيشه في الثقافة الجديدة، فتبرز صعوبات كان لاهياً عنها تتعلق باللغة والسكن والدراسة والأصدقاء وغير ذلك. وهوما يجعل مرحلة اللذة والعسل تخبو شيئاً فشيئاً وتنقله إلى مرحلة التفاوض.
- مرحلة التفاوض “Negotiation Phase”
في هذه المرحلة تصبح الأشياء الجديدة مألوفة وباهتة وتتحول المتعة والاثارة إلى الملل والإحباط، ويشعر المغترب تدريجياً بنوع من القلق والكآبة، فيبدأ بانتقاد الثقافة الجديدة ولا يرى فيها إلا حواجز اللغة واختلاف الأنظمة والقوانين ونوع الأطعمة وطباع الناس وأسلوب حياتهم وغير ذلك. مما يولد له احساساً بالضيق والامتعاض تجاه الثقافة الجديدة، وفي نفس الوقت يثير في داخله شعوراً إلى الحنين والشوق لثقافته الاصلية وأرض الوطن وما فيه ذكريات الاهل والأصدقاء وغيرها، فيمر بحالة نفسية صعبة وتقلب في المزاج بسبب أو بدون سبب.
- مرحلة التأقلم “Adjustment Phase”
في هذه المرحلة وبعد بضعة اشهر عادة من (6-12) شهر يعتاد المغترب شيئاً فشيئاَ على الثقافة الجديدة وتستقر نفسيته ويصبح أكثر توقعاً للمواقف وأفضل تعاملاً معها، ويبدأ في التقبل لأساليب الثقافة الجديدة ويتعاطى معها بطريقة اكثر إيجابية ويزداد فهمه لأنماط الثقافة واشكالها، وتقل قوة ردود افعاله وعامل الوقت كفيل لإيصاله لهذه المرحلة، ولكن الاستعداد النفسي ومحاولة فهم البيئة والتكييف معها يساعد كثيراً على تخفيف سرعة التأقلم.
المغتربون في مرحلة التأقلم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:-
الأول: الرافض (Rejecter) رافض للثقافة الجديدة قلباً وقالباً فيعزل نفسه عن البيئة الجديدة ولا يرى الحل إلا الرجوع إلى وطنه الأصلي، وهؤلاء الأشخاص عادة يجدون صعوبة في التكييف مع ثقافتهم الاصلية عندما يرجعون اليها (ويشير العلماء نحو قرابة 60% من المغتربين يدخلون تحت هذا القسم).
الثاني: المتبني (Adopter) يندمج مع الثقافة الجديدة كلياً ويتخلى عن هويته الاصلية، وكثير من هؤلاء يرفضون العودة إلى اوطانهم الاصلية ويفضلون البقاء في البلد الجديد مدى الحياة (قرابة 10% من المغتربين ينضمون إلى هذا القسم).
الثالث: العالمي (Cosmopolitan) يختار من الثقافة الجديدة ما يراه ايجابياً ويحتفظ ببعض ثقافته الاصلية مكوناً بذلك اسلوباً مميزاً وفريداً وهؤلاء في الغالب لا يجدون صعوبة في التكييف مع اوطانهم الاصلية عندما يرجعون إليها (قرابة 30% من المغتربين يمثلون هذا القسم).