كيف ينظر الطب الى النسيان
يصنف النسيان من الناحية الطبية الى :
1- نسيان امعلومات السابقة لحدوث مرض النسيان ، المتسبب عن صدمة نفسية مؤثرة أو جرح في الدماغ .
2- نسيان الحاضر ، وهو عدم القدرة على خزن المعلومات واستذكارها ، وذلك بعد حدوث الصدمة أو الجرح.
3- النسيان الشامل : للمعلومات التي سجلت من قبل الحواس الخمس وخزنت في الدماغ .
4- نسيان الأحداث التي سجلتها إحدى الحواس الخمس كالبصر والسمع والشم واللمس والتذوق .
5- النسيان العابر ، يحدث بعد إصابة الدماغ مباشرة بالجروح والأورام والارتجاج ، ويمكن أن يؤدي إلى العته . ومن أشكال النسيان العابر الحميد الأخرى ، هو النسيان لفترة قصيرة للأحداث التي وقعت متزامنه في وقت واحد . وتحدث هذه الحالة ، بعد تناول كميات كبيرة من الكحوليات أو المهدئات أو المخدرات ، أو تناول بعض الادوية مثل Triazolam, Midazolam وهذا النوع من النسيان يختلف عن النسيان الشامل العابر ، في أنه انتقائي من أحداث الماضي ، أي أنه ينتقي الأحداث المتزامنه في وقت واحد ووقعت في الماضي ، وله علاقة بالمخدرات والأدوية .
6- النسيان الشامل العابرTransient Global Amnesia ويظهر هذا النوع من النسيان بصورة مفاجئة ، ويستمر فيما بين 3060 دقيقة إلى 12 ساعة فأكثر . حيث يفقد المصاب كل أحداث الماضي ، ثم يعود باستذكارها تدريجيا ، بعد زوال النوبة . يرافق هذا المرض حالة الصرع . ويعود سبب ذلك إلى احتباس الدم مؤقتا عن منتصف منطقة المهاد الخلفي أو الجانبي قرن أمون وقد ترتبط هذه الحالة بمرض الشقيقة عند الشباب أحيانا.
7- النسيان الثابت Stable Amnesia، الذي يحدث بعد اصابات خطيرة ، مثل التهاب الدماغ واحتباس الدم .
8- النسيان المتزايد Prograssive Amnesia ، الذي يحدث بسبب الإصابة بمرض الزهايمر.
9- النسيان المتسبب عن اعتلال وزرنك Wernicke، الناتج عن الامتصاص غير المناسب لفيتامين (B1) مع استمرار تناول الكربوهيدرات. حيث تؤدي هذه الحالة إلى النسيان . ويتطور هذا المرض ليصبح المريض مترنحا وناعسا ومذهولا وتتذبذب مقلتاه وقد تصا عيناه بالشلل الجزئي . وتتطور بعض الاضطرابات الوظيفية عند بعض المرضى إلى نشاط سمبثاوي مفرط ، متمثلا بالرعاش والهياج ، أو خمول واضح متمثلا بانخفاض حرارة الجسم وهبوط التوتر والإغماء.
10- النسيان الناتج عن ملازمة كورساكوف Korsakoffs Syndrome ، ويصيب 80% من مرضى ورنك . تتمثل أعراضه بفقدان الذاكرة بشكل خطير ، ولا سيما الأحداث القريبة جدا ، أما تذكر الأحداث البعيدة فلا يتأثر إلا بشكل محدود. ولذا فالذين يعملون في دوائرهم أو منشآتهم، اعتمادا على الخبرات القديمة ، تلاخظهم .
11- يستمرون في أعمالهم ، دون تأثر . ولكن بتطور المرض يصاب المريض بالخرف ونوبات من الخوف واللامبالاة .
12- النسيان المصطنع النفساني Factitions Amnesia وفي هذه الحالة ، لا يتمكن الفرد من تذكر الأحداث القريبة ، وذلك لشدة تأثره بأزمات انفعالية نفسانية المنشأ . لذا يتظاهر بعجزه عن تذكر الأحداث القريبة ، أي أنه يتناسى .
13- النسيان الانفصالي Amnesia issociative وهو نسيان أحداث مشينة أو مؤلمة حدثت للفرد نفسه ، في الماضي ، بين سلسلة متواصلة من الأحداث . ومعظم الأفراد يدركون أنهم فقدوا بعض الوقت من حياتهم في هذه الأحداث ، بينما ينساها أفراد آخرون انطلاقا من مبدأ نسيان النسيان Amnesia for Amnesia وهم بذلك يدركون أنهم ينسون الفترة الزمنية التي وقعت فيها تلك الأحداث المشينة ، وذلك لوجود دلائل تشير إليها . مثلا لذلك نسيان الاعتداءات الجنسية التي وقعت عليهم في فترة محددة من طفولتهم ، أو حجزه في فترة معينة أو القتال أو كارثة طبيعية أو الهجر أو موت احد الأعزاء أو مشكلة مالية أو الإجرام والإثم .. وغالبا ما يعاني بعض الشباب من هذه الحالة ، ولا سيما عندما يعيشون فترة من الكآبة أو الخزن . ومما تجدر الإشارة إليه ، أن أجزاء الدماغ المؤثرة على ظاهرة الذاكرة والنسيان ، تتمثل بالممرات السائدة على طول المنطقة نظيرة الحصينية الوسطى وقن أمون والفصوص الصدغية الوسطى السفلى والسطح الحجاجي للفص الأمامي والدماغ المتوسط او سرير المخ . وتلعب التلافيف الحصينية ، وتحت المهاد ، ونواة قاعدة الدماغ الأمامي ومنتف المهاد الظهري الوسطاني ، دورا معما في الذاكرة . كما تؤثر النواة اللوزية على مدى اتساع نطاق الذاكرة . ولما بين الصفائح المهادية دور مهم في توسيع نطاق وتنشيط الذاكرة . وتعمل نواة ما بين الصفائح المهادية والتكوين الشبكي في جذع الدماغ ، على تحفيز الانطباع السلوكي للذكريات . وتجدر الإشارة إلى أن تذكر الأمور الحديثة والقدرة على تشكيل ذكريات جديدة ، تتلف في حالة التعرض لإصابات على جانبي الدماغ . حيث أن تلك الإصابات تؤثر على المهاد الأوسط والخلفي والتكوين الشبكي لجذع الدماغ وجهاز الإثارة بواسطة الأدرنالين . كما أن هناك أسباب أخرى لذلك تتمثل بنقص فيتامين ( B1 ) والأورام تحت المهاد واحتباس الدم . كما تجدر الإشارة إلى أن إصابة جانبي الفص الصدغي ولأوسط ، ولا سيما قرن أمون ، قد تؤدي إلى نسيان شبه دائم .