رقي المجتمع بالمحبة والألفة
لن يجد الإنسان مجتمعًا فاضلاً متراصًّا، متماسكًا متلاحمًا، آمنًا مطمئنًّا، يفيض إيمانًا وإسلامًا، سخاء ورخاءً، تراحمًا وتواصلاً، وتعاونًا على البر والتقوى إلا إذا انتشرت المحبة والألفة بين الناس في هذا المجتمع؛ ففي مثل هذا الجو المليء بالحب والمودة، والألفة والرحمة، والتعاون والتناصر والتكافل، وفي ظل هذا الجو الإيماني الوارف يتمكن المجتمع من النهوض الحضاري، والتقدم الأممي، بل ويكثر ازدهاره ونماؤه، فالمؤمن هنا يفيض عطاءً وبناءً، فكل عاقل يدرك أنه لا أمن ولا إيمان، ولا تقدم ولا ازدهار، لمجتمع متفكك منهار أخلاقيًّا وسلوكيًّا واجتماعيًّا.
نَّ نشر الألفة والمحبة للحفاظ على تماسك المجتمع مطلب أخلاقي، وواجب إيماني، وقيمة اجتماعية وضرورة، ولذا كان هدفنا هذا جامعًا بين الأهداف الدنيوية والأخروية، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} إن الإنسان ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه.