السياحة في روما

روما عاصمة إيطاليا وهي تمتد على ضفتي نهر التيبر، ثاني أطول أنهار إيطاليا. وقد كانت روما في السابق عاصمة الإمبراطورية الرومانية التي سيطرت على مساحات شاسعة من أوروبا ومنطقة البحر المتوسط. وحتى بعد انهيار الإمبراطورية استمرت روما كمدينة مركزية على مستوى الديانة المسيحية الكاثوليكية، وهي مقر البابا ودولة الفاتيكان أيضًا.

يزيد عدد سكان روما عن 2.7 مليون نسمة، وهناك أكثر من مليون شخص آخر يعيشون في المدن المحيطة بها. وقد أقيم مركز المدينة على سبع تلال شرقي نهر التيبر. وفي الجهة الثانية من النهر يقع تل الفاتيكان الذي ينتمي اليوم هو أيضًا إلى روما (باستثناء قرية الفاتيكان نفسها). ومن حول المركز المكتظ تمتد ضواحٍ كبيرة وهائلة حول المدينة. وتنتشر بين الضواحي المحيطة حقول زراعية ومساحات مفتوحة شاسعة، بعضها قريب بعدة كيلومترات من مركز روما.

ويمتد تاريخ مدينة روما إلى تأسيسها في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد على يد قبلية اللاتينيين. وتحكي الأسطورة عن رومولوس الذي قتل أخاه ريموس وأسس المدينة. وقد تطورت المدينة وانتشرت لتسيطر على أنحاء إيطاليا وتمتد نحو البحر المتوسط. ومن رحمها خرجت الإمبراطورية الرومانية، ثم اعتنق المسيحية وشكلت بذلك نقطة تحول مركزية في تاريخ هذه الديانة وتاريخ العالم المعاصر.

تشكل روما منذ تأسيسها مركزًا لشبكة طرق واسعة وشاسعة لدرجة أنهم قالوا “كل الطرق تؤدي إلى روما”. وما يزال الحال اليوم على وضعه تقريبًا؛ فيحيط بروما شارع الطوق، Grande Raccordo Anulare  الذي يبلغ قطره 20 كيلومترًا ومن حوله المدن المرفقة بروما ومراكز تجارية كثيرة. وترتبط روما بشبكة القطارات الإيطالية وأهم محطة قطار فيها هي Rome Termini  وإلى جانبها محطة حافلات كبيرة ومركزية. ويوجد في مركز المدينة خطّا قطار تحتيّ، وهناك خط ثالث قيد البناء، كما توجد عدة خطوط لترام كهربائي. كما يجب الانتباه إلى أنّ حركة السيارات تُمنع من الدخول إلى مركز روما في أيام وساعات معينة منعًا للاكتظاظ المروري. مطار ليوناردو دي فينشي هو مطار روما الدولي الرئيسيّ، Fiumicino (FCO – Leonardo Da Vinci)، وهو يبعد قليلا عن روما ويرتبط بها بخط قطار وشارع رئيسيّ.

تتمتع روما بمناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث يكون معتدلا في فصلي الربيع والخريف، أما الصيف فيكون حارًا وقد تصل درجات الحرارة في آب/أغسطس خلال النهار إلى 30 درجة، فتغلق الشركات مكاتبها ويتجه أهل روما للإجازات والعطل، مع أنّ هذا النهج بدأ يتغير مؤخرًا. كما يكون الشتاء باردًا ويمكن أن تتساقط الثلوج في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وآذار/مارس.

تُعد روما إحدى أغنى وأكبر مدن العالم من الناحية الفنية والتاريخية والدينية. وهي مركز كبير للتجارة والطباعة والنشر والإنتاج. وما تزال روما المعاصرة تحوي الكثير من الآثار والنصب التذكارية القديمة، مبا في ذلك كنيسة القديس بطرس وكنيسة سانتا ماريا ماجورا وبازيليكا يوحنا المقدس وغيرها. وتدمج روما تاريخها بشكل لا يتجزأ مع الحياة اليومية، حيث تسود روح الماضي في داخل اليومي الراهن ويزدهر هذا المزيج في منطقتها الحضرية (متروبولين) المتميزة جدًا، ولهذا السبب فهي تجذب ملايين السياح. وفي عام 1980 أعلنت اليونسكو عن مركز روما التاريخي موقع آثار عالميًا.

ومن أشهر وأكبر المعالم السياحية في روما وإيطاليا كلها هو Colosseum  الذي انتهوا من بنائه عام 80 ميلادية، ويرتفع عن الأرض قرابة 50 مترًا ويمكن أن يسع 45 ألف متفرّج. يليه النصب التذكاري للملك Vittorio Emanuele II، الذي بُني على شرفة بعد توحيد إيطاليا وتتويج روما عاصمة لها. كما يُعتبر الميدان الروماني مركز جذب كبيرًا للسياح، وهو عمليًا الساحة الحكومية لحكام روما القديمة والمركز الإداري والقضائي القديم، حيث كانت تلقى في الخطابات العامة. وإلى جانب هذه المواقع، تجدون قلعة سانت أنجلو (بُنيت عام 130ميلادية ضريحًا للإمبراطور أدريانو وهي من أكبر أضرحة العالم.

وتُعتبر دولة الفاتيكان التي تقع في قلب روما أصغر دولة في العالم (أقل من نصف كيلومتر مربع)، وهي بطبيعة الحال مركز جذب ديني وسياحي من الدرجة الأولى. وتشتهر نافورة تريفولي جدًا حيث يُعتقد أنّ رمي قطعة معدنية فيها يمكن أن يحقق أمنية ترغب بها.

أما على مستوى التسوق والأسواق الشعبية، فيُعتبر شارع فينيتو أشهر شوارع روما، وهو ملتقى للفنانين، يبدأ من ميدان بربريني حتى سور باب بتشيانا، وفيه عدة فنادق فخمة ومتاجر راقية وغيرها. كما يُعتبر شارع ناسيونالي من أبرز الشوارع التجارية في روما، ويؤمّه السياح والإيطاليون للتسوق. أما شارع دل كورسو ففيه الكثير من محلات الملابس والجلديات الأيطالية بأسعار مناسبة والكثير من المطاعم الأيطالية المختصة بالباستا والبيتزا الخاصة. وإذا كنتم تبحثون عن سوق شعبية متميزة، فسوق بورتا بورتيزي من أشهر الأسواق الشعبية في إيطاليا كلها، والملابس فيه رخيصة جدًا.

 

ولمن يرغب رغم توفر الطعام الإيطالي الشهي بتناول وجبة عربية فيمكنه ارتياد أحد هذه المطاعم العربية في روما: SHAWERMA EXPRESS أو CASA DELLA PACE أو ZENOBIA . وللترفيه يمكن زيارة مدينة الملاهي لونا بارك والسيرك الوطني والحديقة الكبيرة Villa Borghese التي تحوي منطادًا بارتفاع 150 مترًا يمكن من خلاله رؤية روما كلها، وحديقة الحيوان.