السياحة في جاكرتا
إنها عاصمة إندونيسيا ويعيش فيها قرابة 18 مليون شخص في الليل وعشرين مليونا في النهار!
تقع جاكرتا غرب جزيرة جاوة، حيث تعتر المدخل الأساسي لإندونيسيا. حتى قب 200 عام كانت ميناء بسيطا وأدرت تجارة البهارات والمصنوعات اليدوية إلى اشتهار إندونيسيا في العالم، لتضحي جاكرتا مدينة عصرية تزخر بالمتاجر والدكاكين والمطاعم والمعارض والمراكز التجارية.
جاكرتا تجمع بين الروحاني والمادي، حيث تتزين بمساجدها وجوامعها المهيبة. جمالها رائع وفيها تنوع كبير من ناحية المعالم السياحية والتاريخية.
تاريخ جاكرتا مديد وعريق. كانت تسمى في الماضي “جايا كارتا”، أي مدينة الانتصار العظيم. وقد سماها الهولنديون باسم “باتافيا”. وبعد تحرير اليابانيين للمنطقة إبان الحرب العالمية الثانية أعادوا الاسم الأصلي للمدينة ليصبح “جاكرتا”.
جاكرتا مدينة بلاغة الاكتظاظ وتنتشر فيها ناطحات السحاب والمباني الضخمة والمراكز التجارية والكثير من مقومات العاصمة. أفضل وقت لزيارة جاكرتا هو شهر حزيران/يونيو، حيث يسودها مناخ ممتع. كما تتمتع جاكرتا بالفنادق الفاخرة. مقابل ذلك لا يُنصح السياح بزيارة القسمين الشرقي والغربي، حيث يسود الفقر الشديد. مع ذلك يتميز سكان جاكرتا بالدفء والودّ والضيافة الحسنة، مما يمنح أي سائح الشعور بالأمان.
يُطلق لقب “المثلث الذهبي” على مركز المدينة حيث تتكون أضلاعه من “جالان جيندرال صديرمن” بجانب “جالان طمرين” و”جالان جاتوت سابروتو” و”جالان راسوناسد”. لكن يكفي لتقول لسائقي الأجرة كلمة “صديرمن” ليأخذوك إلى هناك.
في شمال جاكرتا تقع مدينة كوتا، وفيها أفضل هيكل تصميمي للأماكن السكنية ومتنزه “أنكول” الخلاب، وهو مكان جميل جدًا للأطفال حيث يتمتعون بعالم البحار. عند الطريق الرئيسية التي تصل جنوب المدينة بشمالها هناك الصرح القومي، بينما تجد الفنادق الكبيرة والمركز المالي في وسط المدينة، حيث يقسم نهر سيليونج بالغ الازدحام المركز المالي.
جاكرتا المزدحمة توفر المتعة في الكثير من أماكنها، إلى جانب الأماكن الحيوية والمحال التجارية حولها.
يشكل مطار سوكارنو هاتا الدولي البوابة الكبيرة لإندونيسيا، حيث يخدم عددا كب��را ومتناميا لشركات الطيران، وهو بحدّ ذاته صنعة معمارية جميلة. يبعد المطار عن جاكرتا قرابة ثلاثين كيلومترًا، وسيارات الأجرة تملأ ساحاته بانتظار نقل السياح إلى المدينة. كما توجد عدة قطارات تقطع جاكرتا ورغم ذلك تزيد حاجة السكان عن هذا. كما أنّ الحافلات وسيارات الأجرة لا تفي بالغرض أيضًا.
تمتلئ جاكرتا بالسياح الذين يأتي معظمهم من إندونيسيا نفسها، فيما يصلها الكثير من السياح من خارجها بحكمها مدخل إندونيسيا بمطارها الكبير، باتجاه بالي وغيرها. كما أن ميناءها Tanjung Priok يوفر عدة خطوط سفر بحرية إلى أجزاء مختلفة من إندونيسيا، بحكم كونه أكبر ميناء في الدولة.، إذ يوجد فيه 20 رصيفًا كبيرًا وتنطلق منه قرابة 18,000 رحلة بحرية سنويًا.
تتميز جاكرتا بالمواقع السياحية الكثيرة فيها، أبرزها:
مسجد الاستقلال: مسجد مهيب من أكبر مساجد جنوب شرق آسيا. يقع عند الزاوية الشمالية الشرقية لساحة مارديكا الشهيرة، وساحته شهيرة جدًا.
النصب الوطني: ويُدعى شعبيًا بتسمية Monas. أحد النُصب التذكارية التي بناها الرئيس سوكارنو ويرمز لتصميم الشعب الإندونيسي للحصول على حريته التي تتوجت بالاستقلال عام 1945. ارتفاعه 137 مترًا وقمته مكسوة بخمسة وثلاثين كيلوغرامًا من الذهب الخالص.
سوق جالان سورابايا: سوق شعبي تاريخي طول اصطفاف الدكاكين فيه كيلومتر واحد، ولسبب شهرته يقارنه السياح بسوق خان الخليلي القاهريّ.
أنشول: تقع أنشول شمالي جاكرتا وفيها مارينا صغيرة تنطلق منها اليخوت والقوارب للجزر القريبة بزيارة ليوم كامل وفيها ملعب غولف بـ 18 حفرة مفتوح للجميع. الشاطئ هناك رائع وكبير.
منتزه عالم البحار: متنزه رائع في منطقة أنشول سعر دخوله رمزي وفيه أكثر من 5000 نوع من الكائنات البحرية. يتجول السياح فيه بداخل أنابيب زجاجية وسط المياه.
مدينة العاب عالم الخيال: ملاهي فنتازيا أو دنيا الخيال. تحتوي مجموعة كبيرة من الألعاب العصرية المنتشرة على حيّز كبير. فيه عدد من المطاعم.
حديقة الحيوانات: تقع جنوبي جاكرتا وغالبية زوارها من السياح. فيها قرابة 3600 نوع من الحيوانات البرية النادرة، ومساحتها كبيرة جدًا.
المتحف الوطني: يقع في شارع مارديكا Merdeka وهو بجانب النصب الوطني (موناس). فيه معروضات تاريخيه بارعة كالمجوهرات القديمة ومنحوتات البرونز والحجارة.
إلى جانب هذه المراكز السياحية هناك أيضًا: متحف تاريخ جاكرتا، ومتحف الدمى، ومتنزه إندونيسيا الصغيرة ومجمع الجزر المسمى “الألف جزيرة”.