التكية الحسينية في كربلاء
هي إحدى الشعائر الحسينية المهمة، التي يقيمها عدد من أهالي كربلاء ومواكب الزائرين من داخل وخارج العراق من المسلمين، وهي عالم مكلل بالجلال والخشوع والجمال، تستذكر ملحمة الحسين “ع” وأحداثها المتفردة في تأريخ الانسانية، إذ ترتدي كربلاء المقدسة رداءها الاسود الحزين على مصاب أبي عبد الله الحسين “ع” وتبدأ بإحياء الطقوس والشعائر الحسينية المقدسة إسهاما منها في نصرة الامام “ع” الذي استشهد دفاعاً عن الحق والحرية ومقارعة الظلم والباطل بكل أشكاله.
والتكية هي القاعدة المعنوية الثانية بعد المسجد لدى المسلمين وخاصة الشيعة، وهو الموضع الذي يقيمون فيه شعائر الحزن والمآتم على سيد الشهداء وأنصاره الأوفياء. لقد امتزج مفهوم التكية مع العزاء والتعزية، حتى لم يعد بالإمكان فصلهما عن بعضهما. يبدو أن التعزية قد ظهرت بعد واقعة عاشوراء لإبراز أحداثها المروعة بأسلوب يثير الحزن والأسى. وهناك إشارة على قدمها التاريخي : ” هي الموضع الآمن الذي يرتاده الفقراء والمسافرون للإقامة فيه مؤقتا وبشكل مجّاني. وكان حراسها وحماتها من الشبان الغيارى الذين لهم آداب وتقاليد خاصة، فإنّ التكايا الشعبية كانت قائمة لإجراء العزاء على سيّد الشهداء فيها ، وفي وسط التكية موضع مرتفع يرتقيه قرّاء العزاء، تحوّلت التكية شيئا فشيئا إلى موضع لإقامة العزاء”.
تقام أكثر التكايا على المعابر وطرق تردد المارة، ولها مدخلان تمر منهما القوافل، والتشابيه، ومجاميع العزاء … وبُني في كل تكية موضع لماء الشرب يسمى “سقّا خانه” تخليداً لذكرى عطش سيد الشهداء “ع”.
وفي العصور المتأخرة صارت تبنى إلى جانب التكايا أماكن باسم ” الحسينية ” و”الزينبية” ، أو أن التكية تبدل اسمها إلى ” الحسينية “.
وتنصب التكايا في العشر الأول من شهر محرم من كل عام، إذ تنتشر في أطراف مدينة كربلاء القديمة وهي التي يطلق عليها المحلة فضلاً عن لفظ الطرف، وتلك المحلات أو الأطراف هي: طرف باب بغداد، طرف المخيم، طرف باب السلالمة، طرف باب الطاق، طرف باب الخان، طرف باب النجف، وطرف العباسية. وبعد عام 2003 عادت هيبة التكايا بعدما منعت لأكثر من ثلاث عقود، وقد اندمجت بعض أطراف المدينة الحديثة ضمن الأطراف القديمة والبعض الآخر حبذ الانعزالية والانفصال زيادة في بهاء التكايا.