من منا لا يتذكر دقات الجرس لاعلان ابتداء الدرس أو انتهائه … أو لا يتذكر تحية العلم وتمارين الصباح الرياضية، وغيرها من مفردات النهج الانضباطي والالتزامي للتلاميذ والطلبة … وكذلك تلك الوقفة المتزنة حسب الصفوف التي تحيط بساحة المدرسة … وكلمة المدير … وقصائد التلاميذ وغيرها من الفعاليات التي تنتهجها الادارة قبل بدء رحلة اليوم الدراسي الجديد.

ثم يأتي طابور الصباح اليومي في كل مدرسة، ذلك الأثر الباقي في نفوس العديد منا على مدى سنوات التعليم، ولا زلنا نتذاكر بمجرياته رغم مرور عشرات السنين التي حملت ذكر الألم والفرح. كنا نسير كل اثنين معاً من ساحة المدرسة وصولاً الى رحلة الدرس في الصف.

لقد رسخ ذلك الطابور فينا مبادئ النظام والانضباط، وساهم في غرس مفاهيمهما فينا فضلاً عن إسهامه في نجاح العملية الدراسية، وبالتالي الوصول بالعديد من الطلبة إلى بر الأمان من حيث الوجهة التعليمية التي كانوا يحلمون بها. وترتبط بتطلعاتهم وأحلامهم، والقدرة على الوصول إلى الوظائف والمكانة الاجتماعية التي داعبت خيالهم أثناء سنوات النمو وتكوين الوعي والتخطيط للمستقبل.

فلا تقل أهمية الطابور عن أي خطوة من خطوات العملية التعليمية التي تتم داخل جدران المدرسة، فالبداية الصحيحة لليوم الدراسي تجعل اليوم كله صحيحاً وخطوة الى الأمام في المسيرة التعليمية، ولذلك فإن طابور الصباح والصورة التنظيمية المثالية الراسخة في أذهاننا جميعاً، إنما تمثل واحدة من أهم مهام الإدارة المدرسية.