يقولون ان الانسان لا ينتهي عمره عند الموت بل من الممكن ان يموت قبل ذلك حين تصبح الذكريات اكثر من الطموحات، وما نلاحظه في حديثنا اليومي مع الاقرباء والاصدقاء اننا لا نتحدث عن ماذا سنفعل في ايامنا القادمة بل اننا نكتفي بالبكاء على ماضينا ونلعن حظنا العاثر. هل نخاف ان نخطط لغدنا وتأتي سيارة مفخخة؟ أم إننا وصلنا الى مرحلة اليأس من الغد؟ أام ان شعب العراق قد مات وأصبحت ذكرياته اكثر من طموحاته؟

نلاحظ شباب اليوم وهم يتبادلون صور الماضي بالابيض والاسود وكلهم حسرة وحزن على هذه الصور على الرغم من انهم لم يعيشوا تلك الايام. هل أصبحنا في حالة موت سريري بحيث اننا نشتاق للماضي الذي لم نعشه دون ان نتطلع للمستقبل الذي من الممكن ان نعيش فيه؟ ولماذا لا نعمل لكي نجعل المستقبل أفضل من الحاضر او الماضي؟

إن البكاء على الاطلال لن ينفعنا ولن يجعلنا نتقدم ولو خطوة واحدة الى الامام. والعراق ليس انسان اذا ما سقط ينهض لوحده، فالعراق هو مجرد قطعة ارض وللأسف وكما يعلم الجميع هي قطعة أرض خربة وان الارض تحتاج الى العمل والاعمار فلذلك لا تنتظروا ان ينهض العراق لوحده. والعراق سيعود وسيصبح افضل من الماضي اذا ما حلمنا وعملنا لتحويل احلامنا الى واقع، بمعنى آخر سنعود الى الحياة اذا ما اصبحت طموحاتنا اكبر من ذكرياتنا .