علاقة تكنولوجیا المعلومات بأهداف القطاع السیاحي

یؤكد الكثیر من علماء الاقتصاد على أن الوضع السيء لاقتصادیات معظم الدول النامیة قد یزداد سوءا” اذا ما أستمر اهمال قطاع المعلومات فیها حیث تساعدنا المعلومات على الاستفادة في المعرفة المتاحة. وعلى تحسین الانشطة التي تقوم بها وعلى اتخاذ القرارات بطریقة أفضل في كل القطاعات وعلى كل المستویات) ١٨). وفي قطاع السیاحي نقطة البدء للقائم بالتخطیط السیاحي وعلى مستوى الدولة هي تحدید ( الاهداف العامة) طویلة الامد أو قصیرة الامد للقطاع السیاحي ككل ولأن الهدف العام للقطاع السیاحي هو بالاساس هدف مشتق من اهداف الخطة العامة للدولة خلال فترة زمنیة معینة اي یجب الربط بین اهداف القطاع السیاحي مع اهداف الدولة على مستوى الاقتصاد القومي ، وبعدها یأتي حصر الموارد والمغریات السیاحیة الحالیة والمتوقعة ، ثم تحدید مساهمة كل نشاط سیاحي فرعي قي تحقیق معدل النمو المستهدف ( فنادق ، وكالات سفر ، شركات نقل ….الخ) ثم تخصیص الموارد المالیة والبشریة المتاحة للاستخدمات البدیلة لكل فروع القطاع السیاحي وتحدید الاسالیب والطرق الانشطة اللازمة مع وضع برامج زمنیة لتحقیق معدل النمو المستهدف في ضوء المتغيرات الموقفیة الخاصة بالبیئة الداخلیة والخارجیة للقطاع السیاحي وما یستلزم هذا من قرارات وخطط فرعیة وسیاسات….. الخ

بالاضافة الى قیاس ناتج الانجاز بصفة مستمرة ولا یتم كل ذلك الامر الا من خلال نظام متطور ومتكامل للمعلومات التي تحمل العدید من المشكلات التي تواجه المنظمة السیاحیة في اداء وظائفها الاداریة في التخطیط والتوجیه والرقابة وتنفیذ استراتيجياتها الخاصة بالمنتج والسوق وغیرها) ١٩).

أذن مما تقدم یؤكد لنا حاجة القطاع السیاحي الى تكنولوجیا المعلومات ونظم المعلومات المتكاملة من أعلى المستویات الاداریة والتنظیمیة الى أصغر وحدة اقتصادیة سیاحیة تساهم في تقدیم السلعة أو الخدمة السیاحیة للمستهلكین ( السیاح) وكما سنوضحه بالفقرتین التالیتین :

الاولى: نوضح أهم المتغيرات ولظروف التي تجعل حاجة القطاع السیاحي وبكافة مستویاته الاداریة والتنظیمیة والتنفیذیة ضرورة وملحة الى تكنولوجیا ونظم المعلومات لتحقیق اهدافه من التنمیة السیاحیة والتي هي جزء لا یتجزء من التنمیة الوطنیة الشاملة.

 

والثانیة:من خلال التركیز على أن النظام السیاحي (الكلي ) وعلاقته بالانظمة المرتبطة به والمكونة له وكیف تلعب تكنولوجیا ونظم المعلومات دوا ر” في تحقیق اهداف النظام الكلي والانظمة الفرعیة.

أولاً“: تظهر حاجة القطاع السیاحي وبكافة مستویاته الى تكنولوجیا المعلومات ونظم المعلومات لتحقیق اهدافه من خلال بعض المتغی ا رت والظروف التالیة( ٢٠-: (

١- تعقد المتغيرات البیئیة المؤثرة على المنظمة السیاحیة سواء كانت عوامل ومتغيرات داخلیة اوخارجیة سبق الحدیث عنها ، مما یتحتم على المنظمة السیاحیة ضرورة الاستجابة لمتطلبات توفیر المعلومات عن فعالیات وانشطة هذه المنظمات واستخدام التقنیة الحدیثة لأغراض التخطیط والمتابعة والرقابة والتنسیق وتوفیر الاحصاءات المتكاملة على فروع القطاع السیاحي على المستوى القومي.

٢- تنامي الطلب السیاحي محلیا” ودولیا” یلزم المنظمات والمنشآت السیاحیة بتقدیم المنتجات السیاحیة الجدیدة والخدمات المتنوعة والمتمیزة وتنویع مصادر السواح المتعددة كما” ونوعا” على أفضل مستوى واكثر جودة مما یجعل المنظمة السیاحیة تضع اهدافا” وسیاسات وانشطة مناسبة لمواجهة هذا النمو المتزايد في الطلب السیاحي حیث یصبح نظم المعلومات وتوفیر قاعدة البیانات الدقیقة حاجة ملحة وضروریة.

٣- زیادة قوة المنافسة في السوق السیاحیة والفندقیة المحلیة والدولیة والرغبة في الحصول على افضل حصة في السوق السیاحیة والحفاظ على هذه النسبة من خلال اعتماد اسلوب وتقنیة نظم معلومات جیدة وملائمة.

٤- توسیع حجم المشروعات السیاحیة والوحدات العاملة ضمن القطاع السیاحي مما یجعل عملیة التخطیط والتنظیم والتوظیف والرقابة والتنسیق ومتابعة تنفیذ الخطط للمشروعات دون وجود شبكة معلومات ونظم اتصالات فعالة عملیة معقدة جدا” وهذه النقطة تسحبنا الى نقطة مهمة تالیة.

٥- توسع حجم المشروعات السیاحیة وتكاملها مثل (مجموعة السلاسل الفندقیة العالمیة الضخمة وشركات الخطوط الجویة) وانشاء المجمعات والمدن السیاحیة المتكاملة الضخمة وانشاء وكالات السفر والمكاتب السیاحیة في داخل البلاد وخارجها ومراكز الاعلام والارشاد السیاحي وغیرها تؤدي الى تعقد الهیاكل التنظیمیة في هذه المؤسسات والمشروعات والاجهزة المختلفة واتساع نطاق الاشراف على كافة الفروع والمستویات الاداریة فیها تظهر الحاجة الملحة لشبكة المعلومات وتقنیة وسائل الاتصالات التي تجعل العلاقة ممكنة ومباشرة بین مواقع التنفیذ والادارة.

٦- نتیجة توسع أعمال انشطة المنظمات السیاحیة سیكون هناك نمو مت ا زید في اعداد القوى العاملة وبمستویات مهاریة مختلفة سواء على مستوى الجهاز الرسمي للسیاحة في البلاد )وزارة، هیئة، مجلس( أو المنشآت السیاحیة والفندقیة المختلفة (فندق ، وكالات سفر ، شركات نقل ، مطاعم ، ….الخ) وهذا یتطلب قاعدة بیان وتقنیة معلومات متكاملة كما” ونوعا” لادارة وتنظیم وتخطیط القوى العاملة في هذه المنظمات المختلفة.

٧- التطور السریع في تقنیة المعلومات الذي یجعل ادارة المشروعات السیاحیة لا یمكن ان تغفل التطور التكنولوجي في مجال المعلومات واعتماده في اتخاذ القرارات المتاحة لحل المشكلات والتحدیات التي تواجهها في ظل المنافسة الشدیدة في السوق السیاحیة المحلیة والعالمیة لتقلل من فرص الخطاْ وتهدیدات المخاطر في البیئة الخارجیة.