شلل السياحة في ظل فايروس كورونا
م.م. محمد عبد علي جاسم الشيباني
mohammed.abdali@uokerbala.edu.iq
تعتبر السياحة أهم ظاهرة أجتماعية واقتصادية في عالم اليوم وتتصدر اقتصاديات العديد من دول العالم سواء كانت الدول المتقدمة او النامية ذلك لما لها من مردودات وعوائد مالية ضخمة تعود على البلد المضيف وتقدم الدعم لسبل عيش الملايين من البشر في العالم الا ان هذا القطاع المهم اصبح من ابرز القطاعات تضرراً جراء تفشي جائحة كورونا COVID 19 ، إذ أمتدت آثاره على كل من العرض والطلب وعليه فأن هذه الجائحة العالمية أثرت بشكل كبير على مؤسسات القطاع السياحي واصابها الشلل وإن المتتبع للأحداث يجد من الصعوبة التكهن وتقييم التأثير الكامل للجائحة على السياحة الدولية، ولاجراء تقييم أولي تاخذ منظمة السياحة العالمية سيناريو المتلازمة التنفسية الحادة (SARS) لعام 2003 كمعيار لاحتساب ما سوف تؤول اليه الامور مع مراعاة احتساب كمية الاضطرابات الحالية وحجم التأثير الاقتصادي المحتمل وكذلك الانتشار الجغرافي للجائحة COVID – 19 ، إذ إن منظمة السياحة العالمية تقدر انخفاض معدل عدد السياح في العالم عام 2020 بنسبة تتراوح 20 – 30 % بدلاً من نمو بنسبة 3% الى 4% في عدد السياح الدوليين كما كان متوقعاً في أوائل شهر كانون الثاني من العام ذاته.
العراق لم يكن بعيداً عن هذه الاحداث وتداعياتها التي إجتاحت اغلب دول العالم والتي القت بظلالها على القطاع السياحي في البلد فمنذ بداية التظاهرات التي عمت مدن العراق في تشرين الأول من العام الماضي تبعتها العقوبات التي فرضتها امريكا على ايران ادت هذه الاحداث الى تناقص أعداد السياح الى العراق خاصة السياحة الدينية، حيث لا يخفى على أحد بأن أغلب السياح يأتون من جمهورية ايران الاسلامية والذين يمثلون 85% من مجمل السياح الاجانب اضافة الى السياح من دول الخليج العربي قاصدين المراقد الدينية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمين في بغداد لكن ظهور الحالات الاولى من وباء COVID -19 قد وجهت الضربة الاخيرة لهذا القطاع حيث أُغلقت الحدود تماماً مع دول الجوار وتوقفت رحلات الطيران بين العراق وباقي البلدان واغلقت شركات السياحة والسفر في عموم البلد وأُعلن حضراً شاملاً للتجوال كإجراءات احترازية لمنع انتشار الفايروس مما ادى بالتالي الى توقف السياحة بشكل كامل في البلد، وقد تبعت هذه ألاحداث إلانخفاض الكبير في قيمة اسعار النفط الخام عالمياً والتي انعكست سلباً على الوضع الاقتصادي للبلد علماً بأن بلدنا يعتبر ريعياً يعتمد بالدرجة الاولى الى النفط.
ومن السابق لإوانه في الوقت الحاضر إعداد تقديرات لدول العالم والعراق نظراً للتطورات المتسارعة التي يمر بها العالم وعلى الرغم من الصدمات التي شهدتها السياحة الدولية سواء أكانت سنة 2003 بفعل SARS أو اثناء حرب العراق أو بفعل الازمة الاقتصادية والمالية العالمية 2008 – 2009 الا ان القطاع السياحي سرعان ما عاد الى الانتعاش الكبير في السنوات التي تلت هذه الاحداث مما يدل على قوة القطاع السياحي ومرونته.