تعمل الجهات السياحية المختصة بدعم من السلطات في مختلف دول العالم على تجسيد الممارسات الخضراء في القطاع السياحي, تلك الممارسات التي تعنى بالضبط والتحكم, وتحديد اداء الانشطة السياحية ضمن مفهوم التنمية السياحية المستدامة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية, هذا الموضوع الذي لقى رواجاً واسعاً في المقاصد السياحية الدولية المتقدمة من قبل اصحاب المنشآت السياحية والسياح على حداً سواء, لما له من اهمية بالغة في حماية السياح والمواقع من الاخطار التي تهددها.
فصرنا نسمع عن مصطلحات علمية عكست الاهتمام بمبادئ الاستدامة السياحية واركانها ومن اهمها مصطلح “الطاقة الاستيعابية” الذي شغل المهتمين بالشأن السياحي لأنه الاداة الفاعلة لمواجهة التخمة السياحية التي تسببت بكوارث مؤسفة راح ضحيتها اعداد كبيرة من السياح في مختلف دول العالم, بالإضافة الى الضرر الهائل الذي يصيب المنشآت والمواقع السياحية..
بسبب عدم حوكمة الانظمة والتعليمات في تطبيق مبدأ “الطاقة الاستيعابية” في المنشآت السياحية وعدم تمكين اصحابها من الجشع والاستغلال… لما عشنا اليوم وعاش العالم معنا مأساة موت الابرياء اللذين ذهبوا ليرفهوا عن انفسهم ضغط الحياة في الجزيرة الموصل السياحية..
ان الكارثة التي راح ضحيتها 150 من الابرياء ومن مختلف الاعمار في العبارة التي كان على ظهرها 287 شخصاً حيث ان “الطاقة الاستيعابية” لها اقل من 80 شخصاً. وسط الاهمال والجشع وعدم وجود الادارة الكفؤة المتخصصة في القطاع السياحي العراقي في كل مسمياته الخاصة والعامة, وعدم التواصل مع المنظمات الدولية وعلى راسها منظمة السياحة العالمية والتعليمات الخاصة بالمقاصد السياحية ومنشآتها واهمال الاجهزة المختصة وعدم متابعة وتقييم المخاطر عن طريق الرقابة وعدم التنسيق في حصول المتغيرات واهمها زيادة مناسيب المياه في نهر دجلة في الجانب بمحافظة الموصل والذي كان احد اسباب وقوع الكارثة.. للأبرياء الرحمة والغفران.. ولعراقنا التقدم والازدهار على يد ابناءه الاوفياء ……. والله ولي التوفيق.