البرنامج التطبيقي لمادة الارشاد السياحي
من بين النشاطات العلمية لكلية العلوم السياحية – جامعة كربلاء اقامت كلية العلوم السياحية قسم السياحة الدينية سفرة علمية الى الموقع الاثري لخان النخيلة ( الربع) لطلبة المرحلة الثالثة وذلك ضمن متطلبات مادة الارشاد السياحي بإشراف تدريسي المادة م. سلام جعفر الاسدي بمشاركة الاساتذة م. فاطمة سلوم / م.م. احمد عريبي, لبيان اهمية جذور هذا المعلم التاريخي الضخم والذي يعد ضمن سلسلة من الخانات التي بنيت في العهد العثماني والتي عددها (48) خانا يقع اثنان منها في محافظة كربلاءالمقدسة هما خان الربع وخان العطيشي التي بناها سليمان باشا الكبير في العهد العثماني والتي كانت تستخدم كمحطات استراحة للمسافرين ما بين البصرة وبلاد الشام.
سمي خان النخيلة او خان الربع لوقوعه في ربع المسافة ما بين هاتين المحافظتين وهذه التسمية محلية اخذت منها التسمية الرسمية لهذا البناء.
الخان مربع الشكل يحتوي على مدخل رئيسي في الجهة الشرقية منه ويعلو المدخل قبة كبيرة تحتوي على عناصر زخرفية إسلامية مهمة وهي المقرنصات، البناء ذو طابع إسلامي بحت لاحتوائه على الأواوين والأقواس المدببة والمقرنصات والتي هي عناصر معمارية زخرفية اسلامية انتشرت في الأبنية الاسلامية.
ويتشابه خان النخيلة من الناحية التخطيطية والعمرانية ، مع خانات القوافل الأخرى التي تقع على الطرق الخارجية التي تربط بين المدن العراقية ، حيث يتوسط الصحن (الفناء المكشوف) تحيط به مجموعة من الغرف التي تتقدمها الأواوين التي تعلوها عقود (أقواس) مدببة الشكل. ويتميز هذا الخان بأسواره العالية ومدخله الذي يتالف من طابقين تتوسطه بوابة كبيرة ، واستخدمت الأقبية المدببة الشكل في تسقيف الغرف والأواوين ، واستعمل في بنائه الطابوق (الآجر) والجص و على جانبي المدخل ممر يعلوه قبو وعلى جانبيه أواوين ذات أقواس مدببة كانت تستخدم كأماكن لاستراحة المسافرين ومبيتهم.
ويطل المدخل على الساحة الوسطية التي تحيط بها الأواوين من جميع الجهات ويحتوي المدخل على سلمين يقعان على جانبي المدخل يؤديان الى سطح الخان.
وتحتوي الساحة الوسطية على بئر واحدة فقط كان يتزود منها النزلاء في الخان بالماء وكانت الساحة مبلطة بمادة الأجر (الطابوق الفرشي).
وكان الطابوق الفرشي والحصى هي المادة الأساسية في بناء الخان مثل باقي الخانات التي بنيت في الفترة الزمنية نفسها , وقد استعمل الخان كمنطقة سياحية يرتاده السواح من داخل وخارج العراق، لما يحتويه هذا الخان من سحر وعمق حضاري.
وقد حصلت عملية اعادة بناءه وترميمه في عهد النظام البائد لكنها توقفت بعد سقوط النظام ولايزال الخان كغيره من المواقع الاثرية يعاني الاهمال حتى اننا عندما زرناه في اواخر جمادى الاخرة 1429 هـ تجولنا فيه دون ان نرى موظفا او حارسا نساله عن ما تنوي مفتشية الاثار فعله بهذا الموقع الاثري المهم .
وقد تم وضع دراسة جديدة للاستمرار باعادة بناء وترميم وصيانة الخان وادراجه ضمن خطة مشاريع الهيئة العامة للاثار والتراث.
ولم تكن أعمال الصيانة في هذا الخان الوحيدة بل كانت هناك اعمال سابقة في السبعينيات من القرن المنصرم ولكنها كانت اعمال صيانة خفيفة.
ولكن هذا الخان تعرض الى الضرر الى الضرر حيث هدم جزء كبير منه في عهد النظام السابق لانه استخدم كمخزن للعتاد من قبل الجيش في حرب الخليج( 1412 هـ ) والانتفاضة الشعبانية، وتعرض هذا العتاد الى الانفجار مما ادى الى سقوط اجزاء كثيرة من هذا الخان وقامت لجان آثارية متخصصة من دائرة اثار كربلاء بمشروع اعادة ما تهدم من الخان وترميم وصيانة الاجزاء المتضررة لموسمي (1423- 1424 هـ ) 2002-2003 ولكن ظروف الحرب على العراق واحتلاله حالت دون تنفيذ هذا المشروع .
وفي عام 1425هـ ( 2004م) تعرض الخان الى التخريب من قبل القوات البولندية ضمن قوات الاحتلال، اذ قامت بتفجير ما تبقى من انقاض لاسلحة ثقيلة قديمة منذ عهد النظام الديكتاتوري البائد والتي كانت موجودة في بئر الخان مما ادى ذلك الى هدم وتشققات لاجزاء كثيرة من الخان، رغم علمهم الأكيد بأن هذا موقع اثري مهم يمثل حضارة وتاريخ بلد والغريب ان المسؤولين عن الاثار في كربلاء لم يكلفوا انفسهم حتى ازالة مخلفات هذا التفجير اذ تعثرت اقدامنا بالعديد من مخلفات العتاد اثناء تجوالنا في الخان في اواخر جمادى الاخرة 1429هـ وشاهدنا الكثير الكثير من هذه المخلفات التي لانظن انها غير خطرة سيما ان الخان كما اسلفنا غير مسيج وبلا حراس وبامكان اي شخص الدخول اليه والعبث به كما يشاء فان لم يكن الامر من شأن مفتشية الاثار فلابد ان تكون من مسؤولية القائمين على حماية ارواح المواطنين لكن لا هؤلاء ولا هؤلاء نظفوا موقع التفجير ,وقد قامت دائرة اثار كربلاء المقدسة بإثارة موضوع هذا التفجير وقدمت مطالعات ومذكرات بهذا الخصوص الى مقر القوات المتعددة الجنسيات ، وقد وعدت القوات بتعويض الضرر ، ولكن هذا الامر لم يتم.
للمزيد من الصور