طبيعة السياحة العراقية

 

 

 

 

السياحة:

 

بقلم الاستاذ خالد التميمي

لقد تعددت التعاريف التي تناولت المفهوم النضري للسياحة فهناك تعاريف خصت واخرى عمت وكانت شاملة للضاهرة السياحية ,وقد كان سبب تعدد وتنوع تعريف السياحة يعزو الى تشعب المدارس والجامعات المختصة بها وكثرتها وطبيعة نشأتها ومكانها وزمانها اي ان التعاريف التي تناولت السياحة قديما تختلف تماما عما نراه الان من التعاريف التي بين ايدينا .

ويجدر التنبيه الى ان الاقتصاديين يعرفون السياحة من وجهة نضرهم ,وكذلك الاعلاميين والمتنفذين في العمل السياسي وايضا العاملين في القطاع السياحي كل حسب نضرته وخبرته ومعرفته بالسياحة ولم يكن هناك اتفاق على تعريف موحد لدى الباحثين والمؤلفين للسياحة .

فقد عرفتها “منضمة السياحة العالمية :

(بأنها اصطلاح يطلق على رحلات الترفيه, وكل ما يتعلق به من انشطة واشباع لرغبات السائح)

وان التعريف الذي يتناوله عدد من الباحثين والمؤلفين في كتبهم هوالذي يقول :

(ان السياحة هي مجموعة الظواهر والانشطة البشرية والعلاقات التي تتولد نتيجة الانتقال المؤقت الذي يقوم به عدد من الاشخاص “السياح” الى اماكن خارج نطاق اقامتهم الدائمة لاغراض غير متعلقة بالربح المادي الاقتصادي)

لقدعرف مؤتمر الامم المتحدة للسفر والسياحة  الدوليين بروما عام 1963 السائح على انه:

اي شخص يزور دولة اخرى غير الدولة التي اعتاد الاقامة فيها لاي سبب كان غير السعي وراء عمل يجزى منه في الدولة التي يزورها

 

مفهوم السياحة الاثرية

الاثر:هو خزين من النتاج الفني يشكل مرجعية في ذهن المتلقي يعود إليه بنحو لا واعٍ ويمتلك الأثر قدرة الإفصاح عن اتجاهه وخواصه كالأثر الأدبي الحماسي الذي يتميز بشدة الانفعال والتعبير

الأثر: هو سلسلة من الوثائق المخزونة اكتملت و أصبحت دليل فني يعطي خواص ومعلومات عن النتاج

الأثر جمعه آثار واثور: ما بقي من رسم الشيء ، وعلم الآثار: هو علم معرفة بقايا القوم من أبنية وتماثيل ومحنطات ونقود وما شاكل، والأثرى: هو العالم بالآثار ويقال (لغة أثرية) أي معتبرة من الآثار القديمة

 

“الأثري: هو كل ما مر على إنجازه (100عام) فما فوق وذلك فيما يتعلق بالقضايا الشعبية، التراث الشعبي ومن ضمنها العمارة، وان كل نتاج يُعد أساس لما بعده يُقال له أثري

 

اما السياحة الاثرية

السياحة الاثرية هي سياحة تربط بين المكان والزمان ,وتعد الاثار التأريخية عامل مهما في اجتذاب السياح لاسيما اذا توفرت قربها وسائل الراحة والترفيه والادلاء المدربون وغير ذلك منضروريات المحافضة عليها وعلى راحة السياح الذين يأمونها وان هذه المغريات التأريخية تنبعث جاذبيتها من كونها عناصر خالدة لا تموت ,بل انها تتجدد بتغيير جلدها في صورة الحفريات التي لا تتوقف في كل مكان ذي خلفية تأريخية ,والتي يقوم بها الحفارون المتخصصون بهدف البحث عن اسرار التاريخ القديم

 

 

وتظم السياحة الاثرية العديد من البرامج السياحية :

 

1-   سياحة الاثار والمعابد التأريخية وهي سياحة متجددة

2-   سياحة الاماكن التي شهدت احداثا عالمية معينة: .خاصة مناطق الحروب العالمية,اوتلك التي شهدت احداثا تاريخية اخرى مثل :مناطق اللقاءات التاريخية بين الزعماء ورؤساء الدول الكبرى خاصة المرتبطة باحداث اوحوادث عالمية وكذلك اماكن المعارك التاريخية

3-   سياحة اماكن المشاهير(منازلهم ,اين ولدوا,اين عاشو ):خاصة هؤلاء الذين تركوا تراثا فكريا واعمالاوروائع انسانية , واثروا الحضارة الانسانية مثل كبار القادة العالميين ,والفلاسفة وكذلك رجال الدين

4-   سياحة الاماكن الاثرية الدينية:الخاصة برجال الدين المسلمين مثل بيت الله الحرام في السعودية وقبر رسول الهدى نبي الرحمة (محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامهعليه وعلى اله الطاهرين)وكذلك أئمة المسلمين اولياء الله الصالحين من ذرية الرسول الكريم(ص)

 

ونخص بالذكر قبر الامام علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه وما يتعلق في شخصيته من تراث فكري ومادي الذي اصبح محط قبلة العالم والسياحة في العالم لما لهذه الشخصية من فظل على العالم

وكذلك ضريح الامام الحسين عليه السلام واخيه العباس في كربلاء المقدسة  والامامين الكاظم وحفيده الجواد في بغداد

اظافة الى الامامين العسكريين في مدينة سامراء المقدسة والكثير من المراقد والمشاهد الاسلامية في عموم العراق والعالم فهي تعتبر من الاماكن الدينية الاثرية

 

 

 

 

أهمية السياحة:

ﺘﻤﺜلﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔﺃﻫﻡﻅﺎﻫﺭﺓﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔﻓﻲﻋﺎﻟﻡﺍﻟﻴﻭﻡ،ﻭﺘﺤﺘلﺼﻨﺎﻋﺔﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻜﻘﻁﺎﻉﺇﻨﺘﺎﺠﻲﻤﻭﻗﻌﺎﹰﻤﻬﻤﺎﹰﻓﻲﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺕﺍﻟﻌﺩﻴﺩﻤﻥﺍﻟﺩﻭلﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔﻭﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ. ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭﻗﻁﺎﻉﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔﺃﺴﺭﻉﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔﻤﻥﺤﻴﺙﺍﻟﻨﻤﻭﺍﻟﻤﻁﺭﺩ.

الجوانب المتعددةللأهمية السياحة المتعددة:

الأهمية الاقتصادية للسياحة

تمويل الموازنة العامة:يوفر القطاع السياحي مصدرا مهما لتمويل الموازنة العامة للدولة من خلال عائدات الضرائب على المنشأة السياحية ,من الفنادق والمطاعم واماكن الايواء الاخرى وكذلك المطارات والمبيعات ورسوم دخول الاماكن العامة من المتاحف والمتنزهات.

·      ان السياحة هي نشاط خدمي: حيث تعمل على استقطاب الايدي العاملة وهي بذلك تحل الكثير من مشاكل البطالة.

·      قدرة السياحة على تطوير المناطق النائية:مثل المناطق الريفية والصحراوية وكذلك اماكن المسطحات المائية التي تتواجد فيها الاثار التي التي تستقطب السياح .

·      تساهم في زيادة الاستثمار:في البنى الفوقية من الطرق والجسور وكذلك انشاء المطارات والفنادق والمنشأة السياحية، وتطوير البنى التحتية من الصرف الصحي وانشاء ممرات تصريف مياه الامطار.

 

·      :تحسين ميزان المدفوعات:حيث تعمل السياحة على زيادة الواردات السياحية من العملة الصعبة الاجنبية لانها تعمل كصناعة تصديرية وهي بالتالي تحسن المدفوعات الخاصة بالدولة ويتحقق هذا نتيجة تدفق روؤس الاموال المستثمرة في المشروعات السياحية التي تقوم الدولة بتحصيلها من السائحي

 

 

الاهمية الاجتماعية والثقافية

·      تساهم في زيادةالتواصل:حيث تكون السياحة ركيزة تواصل اجتماعي فاعلبينالشعوبوتبادلالثقافاتالعريقةوالمعرفة وهي بذلك مؤثرة جدا.

·      انها واجهة حضارية: جيدة معبرة بشكل واضح ومؤثر عن التراث المادي والحضاري وكذلك الرقي المجتمعي .

·      انها مطلب اجتماعي:تعد مطلب نفسي هام من اجل استعادة الانسان لنشاطه وعودته للعمل بكفائة

الاهمية البيئية والعمرانية

·       للسياحة دور كبير في الاهتمام بالجانب البيئي والحضري: الذي يشكل قوام السياحة الذي تعتمد عليه بشكل مباشر, من العناية بالمناطق الخضراء والتشجير والاحزمة الخضراء مصدات الرياح وان العناية بالبيئة المادية التي تمثل الوسط الذي يتنقل به السائح في البلد المضيف امر مهم للمحافضة على التوازن الصحي وعدم انتقال الامراض بين السياح والعناية بالجانب البيئي يتمحور من خلال.

 

أ:الاهتمام بالمناطق الخضراء.

ب:ايجاد طريقة صحيحة للتخلص من النفايات.

ج:مراقبة وسائل النقل غير المرخصة التي تعمل على الكازولين.

د:ابعاد المنشأة الصناعية عن الاماكن السياحية لتلافي الادخنة والغازات السامة.

·       كما ان الاهتمام بالجانب السياحي ينعكس على التطورالعمراني:حيث ان ازدهار الفن الهندسي المعماري الذي ينوع في الجمالية بين مدينة واخرى ويعطيها جماليتها الخاصة يساعد كثيرا ويكون عامل محفز للسائح لزيارة البلد

 

 

 

 

  طبيعة السياحة العراقية

ان السياحة العراقية تتمتع بميزة تنافسية ديناميكية ,وذلك لما يتمتع به العراق من الثروات السياحية المتنوعة والفريدة ,

لم تترجم هذه الثروات لحد الان الى الانجازات الممكنة حتى ضمن خطط التنمية الوطنية الشاملة التي تتناول القضية بالعموم ولم تدعوا الى السبل والسياسات التي تعمل ضمن اطار برنامج عمل مشترك بين كل الجهات ذات العلاقة بالعمل السياحي في العراق لتجعل السياحة خيار ضروري لدعم النمو الاقتصادي في ضل التحول الى اقتصاد السوق الذي انتهجته الحكومة مابعد العام 2003

ولذلك كان غياب الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية ولفترة طويلة جدا في العراق احد اهم التحديات التي تواجه الارتقاء بالواقع السياحي وبالصناعة السياحية العراقية وايجاد الحلول لكثير من المشاكل والمعوقات التي تواجه المجتمع والاقتصاد العراقي في هذه المرحلة.

ولذلك ان التنبيه على اهمية اثار العراق لابد ان يكون مسبوق بخطة محكمة واسفتراتيجية فعالة ناجحة تستطيع ان توصل الى المجتمع الواعي رسالتها بكل وضوح ودقة

ان تصنيف السائحين حسب الغرض من السياحة لعام 2009 الوافدين الى العراق.ان السياحة العراقية في الوقت الحالي هي سياحة احادية الجانب معتمدة اساسا وبشكل مباشرعلى السياحة الدينية .

لان ان السياحة الاثرية قد تراجعت الى ادنى مستوياتها في العقود المتأخرة وذلك بسبب

·       الضروف الامنية

·       وعدم تطور البنية التحتية

·       وكذلك عدم مواكبةالمنشأة العراقية  التطور العالمي

التي لم تستطع ان توفر للسياح الراحة والخدمة الملائمة هذه السياحة المهمة التي تعتمد عليها الكثير من البلدان في اصلاح نضامها الاقتصادي

بل هناك بلدان معتمد اقتصادها عليها بشكل مباشر تتأثر بتراجعها وتنتعش في ازدهارها وان العراق اليوم هو من البلدان التي تصنف من فئة الجانب الاحادي في الاستقطاب السياحي

 

تصنيف السائحين حسب الغرض من الزيارة كما يوضح الجدول التالي: