"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>

اعداد الباحثة

احلام حسن جاسم عبد الكريم

اشراف أ.م.د فواز حمدان عبود

 

استراتيجيات تخطيط البيئة للمدن الدينية

ان عملية المحافظة على البيئة وصيانتها يشكل مؤشرا مهما في القضايا العالمية المعاصرة وتحديدا بعد التدهور البيئي الذي انعكس سلبا على نوعية حياة السكان والخدمات العامة، وتكمن اهمية وضع اية استراتيجية حضرية لاية مدينة دينية في دراسة الواقع الفعلي للمخطط الاساسي للمدينة للوقوف على حقيقة تفاعل العلاقات المكانية القائمة بين استعمالات الارض الحضرية وما رصد لها من مواقع تحاول استغلالها لفقرات زمنية وظرف مكاني محدد. ولما كان التصميم الاساسي يعني «اطار عمل يتعامل مع وحدتي الزمان والمكان معا بمتغيراتهما على شكل مراحل زمنية معينة»(1) لذا لابد ان يحقق التصميم تطلعات المدينة ويواكب مراحل نموها العمراني والسكاني وينسجم مع الاهداف التخطيطية، وعلية فلابد من ان يستوعب مخطط المدينة المؤشرات التنموية المكانية وبالخصوص مدينة كربلاء التي لا تزال تعمل ضمن مخطط شركة دوكسايدس لعام 1956 الذي توسعت المدينة من خلاله بشكل كبير على جهاتها الجنوبية والجنوبية الشرقية بعد ان عبرت اسوارها التي تمثل الكيان المادي لاغلب المدن الاسلامية(2).

ومن ابرز هذه الستراتيجيات المقترحة للمدينة:

  1. العامل الديني واثرة في تخطيط المدينة: ان ما يشكله العامل الديني في تركيب المدينة عاملا اساسيا من قواعد التخطيط الصحيح لهذا النوع من المدن وتحديدا مركز المدينة التقليدي بكونها المنطقة الاكثر ارتباطا بمجمل الفعاليات والانشطة الحضرية الاقتصادية (المركزية) لذا يطلق عليها اصطلاح«منطقة الخدمات المركزية»(3). ويشكل الاستعمال الديني في مدينة كربلاء المحور الاساسي الذي تدور حوله بقية الاستعمالات الاخرى، وتنجذب نحوه فالاستعمال السكني والتجاري وخدمات الاقامة والفندقة فضلا عن الاسواق والمخازن جميعها يحركها الدين بشكل مباشر، لذا فان اية اجراءات تخطيطية والمراد لها ان تجد طريقها لخدمة المدينة لابد لها ان تبدأ بالمنطقة المركزية كونها المفصل الحيوي للفعاليات المدنية وتوزيعها المكاني.
  2. تخطيط توزيع الخدمات وادائها: تنقسم الخدمات في المدينة الى نوعين: الاول، خدمات موجهة بشكل مباشر لخدمة سكان القطاعات السكنية او على مستوى الاحياء السكنية كخدمات البنى التحتية والاساسية والبلدية. اما النوع الثاني من الخدمات فهي الانتاجية الموجهة لخدمة المؤسسات الاقتصادية كخدمات الطرق والخدمات المالية وغيرها.

 

(1)  خالص الاشعب , المقومات الضرورية للتصميم الاساسي, مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، بغداد،1984،ص177.

(2)Doxiadis , the future of kerbaia , doxiadis associates consulting engineer, lrap ministry of planning ,1958.p9.

(3)   مظفر الجابري ,دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل مع التاكيد على جزئها التقليدي,  ندوة دورة الموصل في التراث العربي، جامعة الموصل، 1988، ص375.

 

 وكلا النوعين يخدمان سكان المدينة وسكان الاقليم معا، وتعرف الخدمات جغرافيا (بانها مجموعة من السلع الاستهلاكية الموجهة بشكل مباشر لاشباع حاجات ورغبات السكان حسب اذواقهم وطلباتهم وقد تكون مادية او غير مادية.(12) ان طبيعة النشاط الاساسي للمدينة الديني المرتبط بمفهوم السياحة الدينية وما يترتب عليه من تعرض المدينة لوفود الزائرين الذي سوف يعرض منظومة الخدمات في المدينة المصممة اساسا لتلبية حاجات ساكنيها والذي سوف يؤثر بشكل سلبي على مستوى حصول الفرد على ما يناسبه من الخدمات سواء كان ساكنا ام وافدا وبالخصوص في المناسبات الدينية.

  1. تنمية السياحة الدينية: تشكل عملية التنمية المستدامة احد اهم الخطوات الاساسية الواجب اتباعها في تنمية البيئات الدينية، وينطلق مبدا التنمية السياحية من التفكير الجدي بالتخطيط الحضري على الصعيد المستند الى هدف ستراتيجي مرسوم فضلا عن عنصر المشاركة في ادارة التنمية، وينطلق مبدأ التنمية السياحية اولا من قبل الدولة في التعامل مع النشاطات السياحية على نطاق سياسة الدولة وخططها الاقتصادية والتنموية كمورد اقتصادي هام من موارد الدولة وتحقيق الامكانيات العلمية والمادية لتطوير ادائه وتفعيل حركته، وتعد عملية تطوير المرافق السياحية من خدمات الفندقة والشركات السياحية والخدمات المالية وتحسين اداء الخدمات الاساسية والمجتمعية (الصحية والترفيهية) التي تعد من اهم وسائل تنمية قطاع السياحة الدينية في نظر الوافدين تحديدا الذين يتطلعون الى خدمات سياحية عالية المستوى.
  2. التوازن المكاني لتوزيع السكان: من ابرز المشكلات المصاحبة للزيادة السكانية هو تركز الكثافات البشرية في مساحة عمرانية محددة، الامر الذي يؤدي الى ارتفاع معدل الكثافة السكانية العامة في تلك النمطقة والذي بدوره ينعكس بنتيجتين: الاولى، صعوبة حصول الفرد على مستوى لائق من الخدمات بسبب المنافسة السكانية وعملية الضغط على الخدمات. اما النتيجة الثانية فهي التاثير السلبي على عمل واداء الخدمات السياحية الموجهة للسكان الوافدين بدرجة اساس مما يحمل بطياتة دلالات تخطيطية سلبية على الخدمات والسكان معا.

 

  • محمد صافيتا ,جغرافية العمران , جامعة دمشق، بيروت 2004،ص328

……………………………………………….

"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>