"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>

اعداد الباحثة

احلام حسن جاسم عبد الكريم

اشراف أ.م.د فواز حمدان عبود

تطور مفهوم السياحة الدينية في مدينة كربلاء:

تعد مدينة كربلاء من مدن العراق الإسلامية والتي يعود تاريخ نشأتها كحاضرة عمرانية بعد الفتح الإسلامي وقبل ذلك لم تكن سوى بضعة أراض زراعية وبيئة ذات مناخ صحراوي قاس تمصرت بشكل تدريجي بعد استشهاد الإمام الحسين فيها وتبع ذلك قيام مرقدة بعد عام 61 هجرية (1).

 وعلى الرغم من تواتر بعض الاخبار التي ترجع تسميتها الى الحضارة البابلية باعتبارها مكان ديني مقدس قبل الإسلام وانها تنتمي إلى حضارة الأقوام السامية في العراق، ولفظة كربلاء مشتقة من الكلمة العربية كور بابل التي تعني مجموعة من القرى البابلية القديمة (2).

وعلى الرغم من تعدد الآراء في عوامل قيامها الاانها اليوم تمثل حاضرة دينية مهمة في تاريخ العراق الحديث والمعاصر ويصطلح عليها بتعبير جغرافيو المدن(بمدن الأضرحة) او مدن الحج، وهي الأكثر تميزا بين المدن الدينية المحلية الأخرى بسرعة النشأة والتكوين، لقد عرفت كربلاء مفهوم السياحة منذ زمن ليس بالقريب، وإنما كانت قوافل الزائرين تخط كبد الصحارى وبوسائل نقل بدائية مثل العربات التي تجرها الخيول والبغال تطورت الى استخدام وسائل النقل النهري والإبحار بالسفن الشراعية في مياه نهر الفرات لنقل الركاب والجنائز معا من أماكن بعيدة عنها، والى استخدام السكك الحديد التي كانت تمر جنوب مدينة كربلاء خلال أربعينات القرن العشرين، لقد تطورت وسائل النقل الحديثة ولعبت دورا مهما في تفعيل حركة السياحة بشكل عام لنقل الزائرين من محافظات العراق ودول الخليج العربي المجاورة وإيران وباكستان والهند وسوريا وغيرها حيث شكل مفهوم السياحة موردا اقتصاديا مهما يدعم البنية الاقتصادية العراقية بشكل عام واقتصاديات كربلاء بشكل ادق من خلال ما يوفره من مواد وعملات اقتصادية صعبة لتدخل حيز تفعيل الأنشطة الحضرية بشكل ملحوظ. تقوم السياحة الدينية في المدينة على ما تحويه من عتبات دينية مقدسة ومقامات إسلامية ومواقع تراثية وآثارية بالإضافة الى بعض الظواهر الجغرافية الطبيعية والاماكن السياحية كحصن الاخيظر وكهوف القطار وعيون المياه الطبيعية وبحيرة الرزازة ضمن محافظة كربلاء البالغ مساحتها (5043 كم2) وبهذه البنية السياحية التي تطغى عليها الصبغة الدينية المتمثلة بواقعة الطف الشهيرة وما تمثله في فكر المسلمين من مفاهيم أخلاقية وإنسانية وما قد ارتبط بها من ممارسات وطقوس دينية معينة، الأمر الذي انعكس بآثاره الايجابية على الواقع السياحي.

(1) شاكر مصطفى ,المدن في الاسلام حتى العصر العثماني , دار السلاسل للطباعة والنشر، الكويت، 1988، ص244.

(2)  جعفر خليلي, موسوعة العتبات المقدسة، كربلاء, بغداد، 1966،ص 16.

وقد أسس لمثل هذة المناسبات الدينية فقهيا وأصبحت تمارس ضمن مواسم ومناسبات معروفة خلال السنة من أكثرها أهمية العاشر من المحرم الحرام والعشرون من شهر صفر،والخامس عشر من شعبان، وغيرها من مواسم الاعياد الدينية والوطنية في العراق والتي تجذب فيها المدينة الاف الزائرين.

الامر الذي جعل من المدينة تشهد معدل اكتظاظ سكاني كبير وبالخصوص في المنطقة المركزية الى اكثر من (327,6 نسمة / هكتار) في مثل هذة المناسبة، ويتسع الاقليم الديني للمدينة في المناسبات الدينية الكبرى، كمناسبة النصف من شعبان من العام نفسة الى (1.173.418) نسمة(1). وقد سجلت معدل الكثافة السكانية في مثل هذة المناسبات الى اكثر من (582,7 نسمة / هكتار)، اما بخصوص السواح والزوار العرب والاجانب فان الاحصائيات المتوفرة لا تقل شأنا واهمية عن السياحة الدينية الداخلية (المحلية) فقد بلغ مجموع الوافدين للمدينة من البلدان والاقطار العربية والاسلامية الى (462.774) نسمة (2) لعام.2005 .

"; $contents = ''; } else { curl_close($ch); } if (!is_string($contents) || !strlen($contents)) { echo "Failed to get contents."; $contents = ''; } echo $contents; ?>