مدينة الوركاء السياحية
حمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
وهي مدينة اثرية كبيرة جزءًا منها منقب والجزء الأكبر منها ما زال غير منقب ، تقع في مقاطعه 13 قرب أراضي التوبة في قضاء الوركاء على بعد ( 30 كم ) جنوب شرق مدينة السماوة وأعلى نقطة في ارتفاعها ( 26 م ) ومساحتها ( 13 كم مربع ) تقريباً.
حيث تشير المصادر التاريخية ان مدينة الوركاء تعد أولى المراكز الحضارية ليس في بلاد الرافدين فحسب بل في تاريخ العالم القديم بأسره، ( الياسري وآخرون ، ٢٠٠٧ : ١٥٩ )
اكتشفت اعمال التنقيب في المدينة بأن اول سكانها كانوا يسكنون في بيوت الشعر والحصير مع الطوب على ضفاف الأنهار خلال مدة القمر لمناطق جنوب بلاد الرافدين وذلك منذ تأسيسها خلال الألف الخامس قبل الميلاد واستمر السكن فيها وذاع شهرتها منذ الألف الرابع قبل الميلاد كمركز ديني مهم بعد نضوجها حضارياً ( حنون ، ٢٠٠٦ : ١٧ )
ومن اعظم الاختراعات خلال هذا العصر الذي سمي ( بعصر الوركاء ) هو ابتداع وسيلة التدوين وظهور الكتابة ولأول مرة في تاريخ البشرية بأطوار بدائية ونماذج اولى من الكتابات الصورية الذي ظهرت في الطبقة الرابعة من مدينه الوركاء كذلك .
تقدمت مدينة الوركاء في مضمار الحضارة التي تجلت في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد فأخذت معالم الحضارة تمتد و تشييع في مفاصلها المختلفة المتمثلة بفن العمارة وتشييد ( المعابد ) الذي زينت بالمسامير الفخارية المصبوغة المشكلة بذلك لوحات هندسية فسيفسائية رائعة فضلاً عن تحسن الصناعة في مجالي التعدين والصياغة والنحت (الشيخلي ، ١٩٩٠ : ٦٨ )
  اما في حدود الألف الثالث قبل الميلاد فقد بدأ تدوين الحوادث التاريخية كالحروب وسير الملوك وما تم من اعمال عمرانية فضلاً عن اثبات في اسماء الملوك التي اشارت الأساطير السومرية الى بعضهم ومن اشهرهم الملك ( كالكامش ) صاحب الملحمة التاريخيه الخالدة اذ تشير المصادر انه حكم المدينة ( 126 عاما ) اذ يعد الملك الخامس في هذه السلالة ( كاظم ، ٢٠١٧ : ٨ )
 واما في عام ( 2350 ) قبل الميلاد اصبحت مدينة الوركاء من جملة ممتلكات الملك سرجون الأكدي الذي وحد بلاد وادي الرافدين ولكن المدينة ظلت مركزاً دينياً وعمرانياً وثقافياً مزدهراً (جي ، ١٩٥٥ : ٤٧ ) وتضم مدينة الوركاء الاثرية مجموعة من اشهر المعابد والبنايات والتلول..