مرسلين حامد سعيد عباس
  
أشراف
أ.م.د.نجلاء كريم مهدي 

حركة السياحية في العالم

قد أخذت الشعوب المتحضرة والمتقدمة بالتعامل مع السياحة بعقلية اكثر تطوراً وتقدماً، فلو تتم دراسة تطور الحركة السياحية في العالم وخاصة في مجتمعات تلك الشعوب المتطورة فإننا نلمس وبشكل واضح التغير الكبير في التوجه نحو الترفيه والتفكير به ونظام العطل والإجازات والتي اهتمت بها بشكل خاص الطبقة الاجتماعية المتوسطة وطبقة الموظفين والتي تشكل الجزء الأكبر من السواح، حتى أصبحت لديهم قناعة بأن الترفيه عن النفس والسياحة هي ثقافة في حياتهم ومجتمعاتهم وأصبحوا معتادين على تلك الثقافة بل أصبحت من الأشياء الضرورية لاستمرارهم بالعطاء والتقدم والإبداع، وقد أخذت تلك الشعوب بتطوير وسائل الترفيه والسياحة ، فلم تعد تقتصر على ما تشبعت به في بلدانها، واخذت تتطلع الى زيارة باقي البلدان ومعرفة عادات وتقاليد الشعوب الأخرى والاطلاع على حضاراتها القديمة واثارها العريقة وتاريخها وتراثها الاثري.
       وقد أصبحت هذه الأمور حاليا من أقوى عوامل الجذب السياحي العالمية والتي تؤثر وبشكل كبير على الطلب السياحي الدولي لكونها من اهم مكونات العرض السياحي، وخير دليل على ذلك الحضارات القديمة، كحضارة مصر القديمة (الفرعونية) وآثارها التي ما زالت شاخصة كالأهرامات ومتاحف مصر ومعابدها القديمة، وكذلك حضارة وادي الرافدين وما تمتلكه من آثار سواء تلك التي ما زالت شاخصة لحد الآن مثل آثار بابل وأور والحضر وعكركوف. https://mail.almerja.com 
        أو التي ملأت أشهر متاحف العالم بسبب التهريب او السيطرة عليها بطريقة او بأخرى مثل مسلة حمورابي المعروضة حاليا في متحف اللوفر بباريس، أو بوابة عشتار الأصلية الموجودة حاليا في متحف برلين بألمانيا، أو القيثارة الذهبية السومرية المعروضة حاليا بالمتحف البريطاني في لندن
       كما يرى الباحث أن غاية الاحتكاك الثقافي ما بين الشعوب والتطلع إلى النهوض والرقي والتعلم من الآخرين هو أيضا أحدى الغايات التي تضاف الى متعة حب الاطلاع على العادات والتقاليد للشعوب الأخرى وثقافاتها واثارها وحضاراتها القديمة، ومن هنا أصبحت السياحة ثقافة، ومنها نشأت (السياحة الثقافية) والتي أصبحت الآن تشكل أحد اهم أنواع السياحة في العالم ولغرض فهمها بشكل ادق وسنتطرق الى تعريف السياحة بشكل مستقل عن الثقافة وصولا الى تعريف ادق للسياحة الثقافة
         تعتبر آثار العراق التاريخية ذات أهمية عظيمة وكبيرة للاستدلال على تراث بلاد الرافدين وحضاراته التي شهدها منذ 7000 عام، وعلى هويته الثقافية التي تشكلت مع تراكمات تلك الحضارات، وأيضا تعتبر بوابة رئيسية للتعرف على حضارات العالم القديم وما خلفته من نصوص وأنظمة وإبداعات وأساليب عيش في السلم والحرب وفي الحياة والموت.
      ولقد كانت تلك الآثار ممثلة في أثمن مقتنيات المتاحف العراقية أهدافا لتداعيات وسلوكيات الحرب التي شنت على العراق في التاسع من أبريل/ نيسان 2003، سواء بشكل مقصود ومنظم أو على نحو عشوائي قام به الغوغاء تعبيرا عن حالة عايشوها وأفرزت تلك السلوكيات بعد زوالها.
        لقد حلت كارثة رهيبة بالتراث والآثار والهوية التاريخية القديمة للعراق، فقد استبيحت المتاحف والمكتبات ودور المخطوطات تحت سمع وبصر قوات التحالف التي شنت الحرب على العراق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تواردت شهادات ممن عايشوا ورأوا وتابعوا فصول هذه الكارثة الحضارية التاريخية أدانوا فيها قوات الاحتلال بالمشاركة المباشرة فضلا عن غير المباشرة، في نهب كنوز العراق الأثرية والثقافية وغضوا الطرف عن تدميرها وإحراقها.
        وأن الحديث عن كارثة الآثار العراقية المنهوبة والمدمرة يأتي في سياق الحديث عن قطاع السياحة العراقية الذي كان يعتبر قطاع الإنتاج الأهم بعد النفط العراقي على صعيد الدخل الذي يتحقق للاقتصاد الوطني، وعليه القول إن قطاع السياحة العراقي أصيب في مقتل بعمليات النهب والتدمير والإحراق التي طالت أهم عناصر الجذب في القطاع السياحي العراقي