تشجيع السّياحة

تحتاج السّياحة إلى تكاتف جهود المواطن مع الحكومة لتنتعش ويزيد عدد السياح الذين يزورون البلد، وذلك لأن السائح يعتبر سفيراً لبلده وينقل كل ما يشاهده داخل البلد إلى بلده ويعبّر عن مشاعره وانطباعاته.

دور المواطن في تشجيع السياحة

التعامل مع السياح بطريقةٍ إيجابية ولطيفة، فعلى المواطن أن يكون بشوشاً مع السائح ويساعده عندما يطلب المساعدة. الابتعاد عن محاولة استغلال السياح بحجة أنهم قادمون للسياحة فيرفع التاجر الأسعار عليهم، أو بيعهم بضاعةً مغشوشةً على أنها أصليةً. المحافظة على نظافة الشوارع والمنتزهات والمواقع السّياحية، واستخدامها بطرقٍ جيدة ليستطيع السائح التمتّع بها، وزيارتها في المرات اللاحقة. المشاركة في الأعمال التطوعية التي تشمل مساعدة السياح وتوجيههم وتنظيف المواقع السياحية. المحافظة على المواقع السياحية والحدائق من الخراب والتدمير. محافظة كل مواطن على جمال البيئة التي تحيط بمنزله الخاص للمحافظة على جمال البلدة بشكلٍ عام.

عتبر السياحة ظاهرة من الظواهر الإنسانية الأكثر قدما وعراقة إذ أن الإنسان تميز بحركته الدائمة والمستمرة عبر مختلف المدن والدول سعيا وراء تحقيق رغباته واحتياجاته حيث شهدت السياحة العالمية مؤخرا تطورات ملحوظة و متسارعة مرتبطة بالتطورات العلمية الحديثة والتكنولوجية والتنمية الاقتصادية لعدة دول ونالت اهتماما كبيرا من خلال الاعتماد عليها كبديل للدفع بعجلة التنمية بالمنطقة وزيادة الدخل القومي والجزائر من بين الدول التي تزخر بمؤهلات ومقومات سياحية هائلة خامة وبهذا وجب على المؤسسات الفندقية السياحية الجزائرية أو أصبح لزاما عليها تبني إستراتيجية معينة للنهوض بهذا القطاع وهي إستراتيجية الترويج لتسويق الخدمات الفندقية كفلسفة أعمال تفيد في توفير القابلية والاستعداد للعمل على تطوير وتحسين المنتج السياحي والخدمة السياحية فخصوصية قطاع الفنادق تجعل إستراتيجية الترويج ركيزة أساسية لتسويق الخدمات الفندقية السياحية وعرضها لتحقيق رضا الزبون واستقطاب عدد كبير من السواح وإبقائهم على اتصال دائم بالمؤسسة لمعرفة احتياجاتهم ورغباتهم المتجددة وكدا لمعرفة نمط الأنشطة التسويقية المستخدمة من خلال إعطاء معلومات مقنعة وشاملة عن الفندق ومجل خدماته في قالب يمتاز بالدقة والحقيقة للزبائن والمتعاملين عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة .

 

___________________________________________

العاني ، أ. د. رعد مجيـد ، إدارة الفنـادق مفـاهيم سـياحية فـي الإقامـة والإيـواء ، دار الحامـد للنشر والتوزيع ، عمان ، 2005 ، الطبعة الأولى .

 

تسهيل إجراءات دخول السياح إلى المواقع السياحية وعدم تعقيدها. وضع الإرشادات المتعلّقة بالشوارع والطرق وكل ما يلزم السائح لتسهيل وصوله إلى أي مكانٍ يرغب به. تشجيع العمل في القطاع السياحي عند المواطنين وتسهيل إجراءات العمل. تعيين المرشدين السياحيين في المناطق السياحية والمكاتب السياحية؛ لمساعدة السياح على التعرّف على أفضل المناطق السياحية، والاستمتاع بها بالشكل الصحيح. وضع القوانين الصارمة التي تحمي السائح من الاستغلال. تعبيد الشوارع بشكلٍ جيدٍ؛ لتسهيل الحركة عليها، وتأمين حاويات النفايات، والمقاعد المريحة في الأماكن السياحية بشكلٍ مجاني. تأمين الحماية اللازمة للسياح لحرية التنقل مع عدم الخوف من الهجوم أو السرقة أو أي أنواع الاعتداء. توعية المواطن بأهمية السّياحة وطرق تنشيطها وتشجعيها.

وهنــا لابــد مــن التــذكير أن أختيــار إحــدى الوســائل الإعلانيــة أعــلاه يجــب أن يــتم بدراســة مستفيـضة لكـي تحقـق المنـشأة الفندقيـة أهـدافها مـن هـذا الإعـلان الا وهـو تـسويق خـدماتها وزيـادة مبيعاتها ، فلكل من هذه الوسائل مزاياها وعيوبهـا لـذلك ينبغـي تحديـد شـريحة معينـة مـن المـستهلكين قبل أختيار الوسيلة الإعلانية لكـي يـتم تـسويق خـدماتهم إلـى تلـك الـشريحة ، وكـذلك لا يفوتنـا أن يـتم تخصيص ميزانية تتناسب مع حجم الإعلان والهدف منـه ، وتكـرار الإعـلان لفتـرة تـزامن المواسـم التـي تنشط فيها حركة السياحة من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة

تعـد أختيـار إحـدى وسـائل الأتـصال بـالجمهور أو المجتمـع دون غيرهـا ذات أهميـة كبـرى طبقـا لمدى تأثيرها على تحريك مشاعر جمهور السياح ، وجذب أنتبـاههم نحـو هـذا الإعـلان وتدريجيـه الـى . ّ المشاركة الفعلية في شراء السلع والخدمات السياحية ، بعد أن تعرف على مزاياها وفوائدها أن النشاط الإعلاني يتـأثر بـالمجتمع المحـيط بـه كمـا يـؤثر فيـه ، فهـو يناسـب ظـروف وعـادات وتقاليد وقيم المجتمع ، فـالإعلان الـسيىء يـضر بـالمجتمع ، أمـا الإعـلان الجيـد والهـادف ففيـه خدمـة إنسانية كبيرة . ( أبو رستم وأبو جمعة ، 2003 : 16 ( ومن هنـا يمكـن القـول بـأن الأتـصال فـي جـوهره تفاعـل أجتمـاعي متطـور يحـدث بـين فـردين أو أكثر لانه يقوم على أساس نقـل مجموعـة مـن الأفكـار أو الآراء بطريقـة مقـصودة أو منتظمـة ، رسـالة لهــا أهــداف محــددة يقــصد منهــا تغييــر مواقــف أو أتجاهــات الأخــرين نحــو مــسألة معينــة . ( حــسن ( 128 : 1991 ، وآخرون وحتــى يــؤتى أثــار الإعــلان الــسليم ويــنجح فــي التــأثير علــى أدراك الــسائح وقراراتــه الــسياحية يقتضي دراسة جيدة وواعية للسائح تحيط بالظروف والأحوال التـي يعيـشها أو التـي يمـر بهـا ،

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

____________________________________________

-البكري ، د. فؤادة عبد المنعم ، العلاقات العامة في المنشآت السياحية ، عـالم الكتـب للنـشر والتوزيع والطباعة ، القاهرة ، 2004 ، الطبعة الأولى .

-الخضيري ، د. محسن أحمد ، التسويق السياحي مدخل أقتصادي متكامل ، عالم  الكتب للنشروالتوزيع والطباعة  مكتبة مـدبولي ، القاهرة ، 1989

 

لا شك أن مفهوم السياحة، شأنه شأن باقي المفاهيم، يتغير بتغير الزمان والمكان وتغير الإنسان ذاته. فبالأمس القريب، وقبل زمن لا يتجاوز العقدين، كان السياح من مختلف بقاع الأرض يركزون على الاستمتاع بما أبدعته عقول البشرية من فن وتراث وعمران وحضارات خلدها تاريخ الأمم والشعوب مثل التراث الفرعوني، والتراث الإيطالي، والتراث الصيني، والتراث الهندي، والتراث الفرنساوي، والتراث الإسلامي المنتشر في مختلف بقاع الأرض مثل تركيا وسوريا والعراق وأسبانيا، وغيرها من أنواع التراث والحضارات القديمة. فكان السائح بالفعل يجد متعةً في النظر إلى تلك الحضارات والتفكر والتأمل والتدبر في ذلك التراث، والذي يعكس، بلا شك، عظمة تلك الأمم والشعوب. وبناءً عليه فالسائح يشبع حاجةً اقتصاديةً معنويةً في ذاته ويحقق هدفه الذي يسعى إليه. إضافةً إلى ذلك فقد كانت المناظر الطبيعية الخلابة مثل السهول والبراري الخضراء، والأنهار، والينابيع، والشلالات، والجبال، والبحار، والطقس اللطيف من الأهداف والمقاصد التي يقصدها السائحون، حيث يجدون فيها إشباعا حقيقياً لحاجاتهم المعنوية. أي أنهم يجدون فيها سلوتهم وترويحهم وبعدهم عن هموم الحياة الروتينية المملة. فكان للسياحة مفهوم خاص ينبع من حاجة السائح وأهدافه وطلبه. وبناءً عليه صنفت دول العالم إلى دول سياحية وأخرى غير سياحية، ولا مجال للمنافسة بينهما. وكان تأثير قطاع السياحة في القطاعات الاقتصادية الأخرى محدوداً للغاية .

أما اليوم ومع التطور التكنولوجي والانفتاح الذي يشهده العالم، فقد تغير مفهوم السياحة تغيراً كبيراً. حيث احتل التراث القديم والمتاحف أهمية ثانوية في نظر أغلبية الأجيال الجديدة. فلم يعد التراث والتاريخ القديم والمتاحف والحضارات، رغم ارتباط أغلبيتها بالأديان، تشكل أولوية بالنسبة لهذه الأجيال الجديدة. ولقد تم بالفعل إعطاء الأولويات لأهداف ومقاصد أخرى. ومن أهم تلك الأهداف والمقاصد التكنولوجيا المعاصرة والإبداع الصناعي، ومن أهمها وسائل الاتصالات والمواصلات والفضاء الخارجي، وقطاع الرياضة بمختلف فنونه وفروعه، والتسوق، والألعاب والمرح الذي يناسب كل الأعمار وكل الميزانيات الأسرية، فضلاً عن حرص السائحين على الخدمات الفندقية الممتازة. فأصبح الجيل الجديد يشبع حاجاته الاقتصادية السياحية بأنماط مختلفة. لا شك أن ذلك لا يعني زوال اهتمام الأجيال الجديدة بالتراث والحضارات القديمة، والمناظر الخلابة، وإنما يعني اختلاف وتباين ترتيب الأولويات والأهداف والمقاصد السياحية من جيل إلى جيل على المستوى العالمي. بيد أن ترتيب الأولويات والأهداف قد يتباين ويختلف اختلافاً طفيفاً أيضاً من دولة إلى أخرى. ولا شك أن لتغير كافة أنماط الاستهلاك لدى الأجيال الجديدة تأثيره البالغ على الأولويات التي يعطيها هذا الجيل لأهدافه وحاجاته السياحية أيضاً.

ومن هذا المنطلق لجأت الدول إلى إعادة دراسة قطاع السياحة من فترة إلى أخرى وتقويمه والوقوف على ما يطرأ على حاجات السائحين من مستجدات ومتغيرات، وما يطرأ على أنماط تلك الحاجات وأولويات ترتيبها، وإعادة ترتيبها من مستجدات أيضاً. وبما أن حاجات الإنسان متنامية ومتجددة وغير محدودة، وأن أنماط استهلاكه متغيرة بسرعة كبيرة، وأن ترتيب أولويات أهدافه ومقاصده أصبحت متغيرة بسرعة عاليةٍ هي الأخرى، فإن قطاع السياحة يصبح من القطاعات التي هي بحاجة ماسة إلى مرونة عالية في الإنتاج، وجودة عالية في الأداء. فلم يعد في عالم اليوم ينفع تصنيف الدول تصنيفاً تقليدياً إلى دول سياحية وأخرى ليست سياحية. بل إن هناك دولاً لم تكن، قبل عشر سنوات، تصنف كدول سياحية أصبحت اليوم تصنف كدول سياحية.

 

 

 

____________________________________________

– الــصميدعي ، أ. د. محمــود جاســم ، يوســف ، ود. ردينــة عثمــان ، إدارة التــسويق مفــاهيم وأسس ، دار المناهج للنشر والتوزيع ، عمان ، 2006 ، الطبعة الأولى .

– الطـائي ، د. حميـد عبـد النبـي ، التـسويق الـسياحي ، دار الكتـب للطباعـة والنـشر ، جامعـة لموصل ، 1991 .