مفهوم السياحة المستدامة:
اذا كانت التنمية الاقتصادية تشكل عاملا للتقدم بصفة دائمة فهذا لا يظهر سوى بعدا كميا ، ففي مجال السياحة اجمع الخبراء على ان هذا النشاط لا يشكل قطبا اقتصاديا الا اذا اتصف بنوع من الديمومة يجعله عاملا ثابتا في المحيط الاقتصادي ، من شانه ان يكون احد المحركات الرئيسية لعجلة التقدم
وفي هذا الصدد يذكر التقرير المنجز من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي سنة 2000 ” ان التنمية السياحية يجب ان تبني على أساس إيكولوجي على المدى الطويل وكذا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات المحلية“ [1].
فيظهر جليا ان التنمية المستدامة بمفهومها الحديث لا تستثني السياحة كمجال حساس تظهر فيه كتوجه عالمي جديد حيث تسعى الدول المتقدمة في ميدان السياحة الى وضع خطط ودارسات طويلة المدى لخلق نوع من الاستقرار والترسخ لهذا القطاع فأصبحت تتبنى سياسات شاملة تمتد على بعد زمني متوسط او طويل مع تفادي الخطط التنموية القصيرة المدى ، وتدعيما لهذا المنحنى نجد ان تطوير قطاع السياحة عن طريق التنمية المستدامة ورد في اتفاقيات ومواثيق ذات طابع دولي او قاري ونذكر على سبيل المثال “الميثاق الأوروبي لتهيئة الإقليم” وتقرير “مانيلا” المتعلق بالتراث حيث ورد فيه تصريح سنة 1988 ” ان السياحة قادرة بتوفير الشروط الملائمة وفي أطار الأبحاث العالمية المنجزة من طرف التنظيم الدولي الجديد على لعب دور إيجابي في خلق
التوازن والتعاون بين الدول” [2].
ويتضح جليا من خلال ما سبق ان النظرة الى قطاع السياحة أصبحت تقوم على المخططات طويلة المدى لخلق قواعد ثابتة لهذه الصناعة قصد تحويلها الى عامل إساسي في تحقيق التنمية المستدامة.
[1] المجلس الاجتماعي والاقتصادي ، مشروع تقرير حول مساهمة من اجل إعادة تحديد السياحة الوطنية ، الدورة السادسة عشر، نوفمبر 2000، ص56.
[2] نفس المرجع السابق، ص .57