أبعاد التنمية المستدامة:
حتى تكتمل الدراسة النظرية لمفهوم التنمية المستدامة ، فإنه من الضروري دراسة كل من أبعادها ومراحل تطورها وكذلك أهم الانتقادات الموجهة لها. وهذه النقاط هي محتوى هذا المبحث.
الأبعاد الأساسية للتنمية المستدامة:
هناك من يعرف التنمية المستدامة على انها ” تنمية بأبعاد ثلاثة مترابطة ومتكاملة في إطار تفاعلي يتسم بالضبط والتنظيم والترشيد للموارد ” [1] ويرى باحثون آخرون أن ” أهم الخصائص التي جاء بها مفهوم التنمية المستدامة هو الربط العضوي التام ما بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع . “[2] ويرى نفس الباحثين في دراسة أخرى لهم أن “التنمية المستدامة ذات أبعاد مختلفة ، فهي لا ترتكز على الجانب البيئي ، بل تشمل أيضا جوانب اقتصادية واجتماعية ، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأبعاد مترابطة ومتداخلة ومتكاملة ولا يجوز التعامل معها بمعزل عن بعضها البعض، لأنها جميعا تكرس مبادئ وأساليب التنمية المستدامة . ” [3] وقد سبق هؤلاء الباحثين خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول هذه الأبعاد إذ أكدوا أنه ” كثيراً ما يستخدم مفهوم التنمية المستدامة كمؤشر لأهمية إتباع الأساليب الإدارية البيئية إلا أن حقيقة مفهوم التنمية المستدامة لا يقتصر على ذلك فقط بل يشمل التركيز على استراتيجية إدارية اقتصادية تتضمن منظور بيئيا واجتماعياً ومؤسسياً قوامه التنمية البشرية [4] .
من هذه التعاريف يتبين أن التنمية المستدامة هي تنمية بثلاثة أبعاد ، الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، أي أن التنمية المستدامة تنمية لا تركز على الجانب البيئي فقط بل تشمل أيضا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وكل بعد من هذه الأبعاد يتكون من مجموعة عناصر .
[1] عثمان محمد غنیم وماجدة أحمد أبو زنط ، التنمية المستدامة فلسفتها وأسالب تخطيطها وأدوات قياسها ، دار صفاء ، عمان ، الأردن ، 2006 ، ص .39
[2] باتر محمد علي وردم، العالم لیس للبیع مخاطر العولمة على التنمية المستدامة ، دار الأھلیة للنشر والتوزیع ، عمان ، الأردن ، الطبعة الأولى 2003 ، ص .189
[3]ماجدة أبو زنط وعثمان محمد غنیم ، التنمية المستدامة من منظور الثقافة العربية الإسلامية ، مجلة دراسات العلوم الإدارية ، الجامعة الأردنية ، عمان ، الأردن ، 2009 ، ص .23
[4] برنامج الأمم المتحدة الإنمائية – نفس المرجع السابق، ص .18