الاتيكيت في الإسلام

قد يظن البعض أن الاتيكيت هو أن تقلد الغرب بذوقهم وتصرفاتهم وحديثهم وأن هذا الأمر بعيد تماما ل سلوكنا الشرقي وطبائعنا, غير إننا نؤكد أن الذوق ينبع من روح الإسلام و أن النبي صلوات الله عليه جاء بالإسلام فخلص البشرية ونقلها نقلة عظيمة من فوضى إلى نظام ومن عدم مراعاة لشعور ولا إحساس إلى ذوق وأدب ورقة فتعلم المسلمون ذلك من الإسلام ثم جاء الغرب لينسبه إلى حضارته.

فإلاسلام: هو الذوق وهو الأدب والرقي لأن الذوق قيمة لا تفصل عن قيم الإسلام وأنها خلق إسلامي لا يكمل خلقنا إلا به, فقد كان رسول الله إذا قام الليل لا يزعج النائم أثناء عبادته وإنما كان يؤنس اليقظان, كما كان يطرق باب بيته قبل الدخول إليه وكان ضاحكة في بيته صاحب ذوق رفيع في فن التعامل مع المرأة يقول (صلی الله عليه واله) : “إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته” , فيا له من ذوق رفيع ودين عظيم جاء به سيد الخلق قبل أربعة عشر قرنأ ليقول أن الإسلام هو منبع هذا كله(1).

 

وهما مطابق تمام لفن الإدارة والقيادة كما عرفناه لدى كل من الصحابي الجليل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب, أما الاتيكيت الاجتماعي فيتمثل في طاعة الزوجة لزوجها مهما كانت تشغل من مناصب اجتماعية ومهنية ولو تطرقنا للاتيكيت بين الأب والأم وأولادهما, فأولادهما هم الامتداد الطبيعي لهما وليسوا ممتلكات خاصة بهما, و عليهما أن يكونا قدوة لهم لان العلم بالتعلم وليس بالتلقي والنصائح, وتصرفات الأب والأم أمام أولادهما اصدق معلم لهم وهما أقوى من أكبر علماء التدريس والاجتماع في الحياة.

 

إن الاتيكيت والبروتوكول هو أن يتمكن الشخص من تقديم كل ما يمكنه من تنازلات وتسامحات ما عدا دينه وآدميته وإنسانيته ونظرة احترامه لذاته.

لقد علمنا الرسول (ص) الإسلام في السيرة المطهرة, معبرا عن ذلك في جملة من الأحاديث وبديهي ان الآداب والمستحبات الإسلامية لا تقاس بكل المدارس والتقاليد المتقدمة(2) .

 

اما عن علاقة ” الاتيكيت ” بالإسلام فهي علاقة وثيقة الصلة فقد أوجد الإسلام ” الاتيكيت ” في خلق وسلوك اتباعه, وقد جاء القرآن والسنة يزخران بالأدلة والبراهين على أصالة فن ” الاتيكيت ” في

جسم, وهناك نماذج من سلوك المصطفی (ص) والصحابة الكرام في فن ” الاتيكيت ” في التحية والمصافحة وقواعد السلام والمحادثة واللهجة والزيارة والضيافة والبشاشة والاستئذان والهدية والتواضع واحترام المواعيد والتعامل المرضي والموائد وغيرها من السلوكيات اليومية بين المسلمين, ففي التحية مثلا حديث النبي (ص ) ” إذا التقيتم فابدؤوا السلام قبل الكلام” وفي المصافحة يقول ” ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا وغفر لهما قبل أن يفترقا”.

 

طبق الإسلام منذ بداياته التعامل بالاحترام والتوقير والتقدير مع الآخرين, ووضع في كل خطوة الإرشادات والتوجيهات التي توضح طريقة التعامل بأسلوب منظم يهدف من خلاله لإرساء وتدعيم العلاقات الإنسانية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي(3).

 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 – غادة الدجوي: الاتيكيت فن التعامل الراقي, ط1, مؤسسة الفا للنشر والتوزيع الفني القاهرة ۲۰۱۰ ص۱۰

2 – منی فرید: علم الاتيكيت الاجتماعي والدبلوماسي وتطبيقاته, ط1, دار أسامة للنشر والتوزيع, عمان, ۲۰۰۹  ص (۸-۹)

3- (الاتيكيت) آداب و عبادات نص عليها الإسلام: موقع الراي ميديا  http : / / www . alraimedia . com