السياحة الدينية مفهومها اللغوي والاصطلاحي

لغة

” ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحاً وسَيَحَاناً ” محرَّكةً : إِذا ” جَرَى على وَجْهِ الأَرْضِ . و ” ساح ” الظِّلُّ ” أَي ” فاءَ ” . ” السَّيْحُ : الماءُ الجاري . و ” في التهذيب : الماءُ ” الظاهِر ” الجارِي على وَجْهِ الأَرض وجمعه سُيُوحٌ . وماءٌ سَيحٌ وغَيْلٌ إِذا جَرَى على وَجْهِ الأَرْض وجمْعه أَسْيَاجٌ . السَّيْح : ” الكِسَاءُ المُخطَّطُ ” يُسْتَتَر به ويُفْتَرَش وقيل : هو ضَرْبٌ من البُرودِ وجمْعه سُيوحٌ . وأَنشد ابن الأَعرابيّ :

وإِنّي وإِنْ تُنْكَرْ سُيوحُ عَباءَتي … شِفَاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ سَيْحٌ : ” ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوْفٍ “([1]).

اصطلاحا

لقد تعددت تعاريف السياحة نتيجة لتعدد الجوانب التي تغطيها واختلاف  الزاوية التي ينظر الباحث منها إلى السياحة ، فثمة باحثون يركزون على دور السياحة لكونها ظاهرة اجتماعية أو كظاهرة    اقتصادية   ومنهم من يركز على دورها في تنمية العلاقات الدولية (

ويعود معنى السياحة لكلمة رحلة المشتقة من الكلمة      اللاتينية ، وفي عام 1643 ولأول مرة استخدم المفهوم ليدل على السفر أو التجوال من مكان إلى آخر ويتضمن المفهوم كل المهن والتي معاً تشبع الحاجات المختلفة للمسافرين ([2]).

ترجع جذور تعريف السياحة ولأول مرة بإنكلترا إبان القرن  19وقد عرُفت     عن ترحال الناس للمتعة أو لقضاء الأعمال أو البقاء في الخارج على الأقل أكثر  من ليلة([3]) .

في عام  1905  عرّف الباحث الألماني  بأنها ظاهرة من ظواهر عصرنا تنبثق من الحاجة المتزايدة للراحة وإلى تغيير الهواء وإلى مولد الإحساس بجمال الطبيعة ونمو الاتصالات   وعلى الأخص بين الشعوب وأوساط مختلفة من الجماعة الإنسانية وهي الاتصالات التي كانت ثمرة اتساع نطاق التجارة والصناعة([4]) . من خلال هذا التعريف يتضح لنا ما يلي :

1– السياحة سوف تعمل على إشباع حاجات الأشخاص بالمتعة والبهجة وتبعد عنهم الملل.

2 – العمل على خلق أواصر التفاهم والترابط وتوطيد العلاقات من خلال الاتصالات التي تجري على نطاقي الصناعة والتجارة بين المجتمعات .

3 – إهمال الأثر الاقتصادي للسياحة .

في عام1910  عرّفها الباحث(  أنها اصطلاح يطلق على كل العمليات لاسيما تلك العمليات الاقتصادية والتي تتعلق بدخول وإقامة وانتشار الأجانب داخل وخارج منطقة معينة أو أية بلدة أو دولة ترتبط بهم ارتباطاً مباشراً ([5]) .

([1])ابن منظور ، لسان العرب ، دار افاق ، بيروت ، 1993، ج3، ص45.

([2])خالد مقابلة، سلسلة السياحة والفندقة في الدلالة السياحية ، ص18 .

([3]) سامي مجيد جاسم ، تطوير السياحة في أهوار العراق مع التركيز على قضاء الجبايش، رسالة ماجستير ، مركز التخطيط الحضري والإقليمي ، جامعة بغداد، كانون الثاني، 1982، ص7.

([4])محمود كامل،السياحة الحديثة علماً وتطبيقاً ، مطابع الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة،1975 م ، ص13.

([5])صلاح الدين عبد الوهاب ، المنهج العلمي في صناعة السياحة ، المجلد الأول ،النظرية العامة للسياحة، القاهرة، 1967 م ،ص29  .