تأريخ الفنادق  

أقيمت حاناتُ المسافرين منذ أزمنة ِ قديمةِ. و ظهورَ الفنادقِ كمؤسسة تجارية هامّة، تطور خلال القرون القليلة الماضية ففي الولايات المتّحدةِ مثلاًِ نجد أن موقع الفنادقِ كَانَ دائماً يُتَعَلّق بتوفر النقلِِ. وأثناء فترة الاستعمارِ وجدت الفنادقَ مجاورة للمواني، وعند نهاية القرن الثامن عشر، عندما زادَ سفر المهاجرين الى الولايات المتّحدةِ، بدأت العديد مِنْ الحاناتِ تعَرْض خدماتها للسكنِ على طول الطرق السريعِة. وبعد بناءِ السككِ الحديدية في القرن التاسع عشرِ، وجدت فنادق أكبر بُنِيتْ بالقُرْب من محطاتِ السكةِ الحديد لإيواء المسافرين. ومعايير الراحةَ والخدمةَ

ــــــــــــــ

([1])مقابلة،  خالد ، سلسلة السياحة والفندقة  في الدلالة السياحية ،إدارة فنادق ، ط1، جامعة العلوم التطبيقية ، دار وائل للطباعة والنشر ، عمان ،  1999  م ، ص7    .

(2) العقيلي،  نعمان دهش ، السياحة في التراث الجغرافي العربي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، العدد(43) ، نيسان ،2000، ص215.

الارقى تتوافر في المُدنِ الكبرىِ، حيث السكن في غرف فاخرةَ. ومن الفنادق التي تتمتع بهذه المواصفات الممتازةِ فندق أستوريا القديم Waldorf Astoria في مدينة نيويورك وقصر براون في دينفير، كولورادو، لكن بالتالي كَانتْ الأسعار بها عالية جداً بالنسبة للمسافر. وخلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى كانت الفنادق الكبرى تَعْرضُ العديد مِنْ الخدماتِ بأسعارِ في متناول ذوي الدخلِ المتوسّط. ومثل هذه المؤساست كَانْ فندقَ ستاتلر في نيويورك،Statler والذي افَتتحْ في 1908 وعَملْ لسَنَواتِ كنموذج للفنادقِ المدنيةِ الأخرىِ.

إزدهر العمل الفندقي بعد الحرب العالمية الأولى وزادَ حجمَ بناءِ الفنادقِ كثيراً بسبب تزايد رحلاتِ العمل وكانت أكثر الفنادقِ الجديدةِ واقعة بالقُرْب من مناطقِ العملِ في مركز المدينةِ. وأثناء هذه الفترةِ استحدثت المحكمة السياحية، وأُسّسَت لمتابعة امكانيات المَعْرُوضةِ بالفنادق من حيث الراحة والرفاهيةَ.

وفي العشرينياتِ، وجدت مَدارِس ومعاهد محترفة تخرج متخصصين في إدارةِ الفنادقِ وتَهْيِئتهم لمواقعِ تطوير هذه الصناعةِ. وأُسّستْ أيضاً مَدارِس ومعاهد تقنية فندقية لتَدريب المستخدمين المهرة الطبَّاخين وفنيي التركيبات ومهندسي ديكور الفنادق والصالات العامة…الخ. وتوجد حاليً العديد مِنْ الكُليّاتِ والجامعاتِ التي تمنح درجات الليسنس والماجستير والدكتوراة في إدارةِ الفنادقِ، مُزوّدةُ بمدارس مهنيةَ تلقى بها فصولَ في أعمال المطاعمَ والوظائف الفندقَية. وغالباً ما يتلقى الموظفونُ الأوروبيون الى الولايات المتّحدةِ للتّدريب للعَمَل في صناعةِ الفنادقَ، حيث يُرَحَّبة بمهاراتهم.

وفي اواخرُ العشرينياتِ بَدأَ الإتجاهُ نحو تكوين شركات فندقية بدلاً مِنْ الملكيةِ الفرديةِ للفنادقِ. وهي نتيجةَ للتكاليف المتزايدةِ في بناءِ وتشغيل الفنادقِ. وعمليات تطوير صناعةِ الفنادقَ مستمرة دائماً في أنحاء العالم. ويَسْمحُ للإدارة الفعليةِ بإستعمالِ مميزات الشراء بالجملةِ من الخارج باعتمادات وضرائب مخفضة ،و تركيب مراقبة مركزية للمباني والملحقات التابعة للفندق والتمكين من تسهيلات الإعلان الشامل والحملات التعبوية لصالح الفندق…الخ. والآن يوجد حوالي 30 بالمائة من الفنادق الأمريكية تنتسب الى وكالات وشركات مكونة من مجموعة اقتصاديةَ.(1)

ــــــــــــــ

([1])  مقابلة ، سلسلة السياحة والفندقة ، مصدر سابق ،  ص8-9    .