ارتباط السياحة كنشاط وصناعة بالخارج :-

 

السياحة كما هو معروف ظاهرة اقتصادية واجتماعية متولدة عن الاسفار  وهي كنشاط ترتبط بالخارج بصورة اساسية لانها ترتبط باقامة الشخص الاجنبي بشكل مؤقت ولذلك فالطلب السياحي دائماً يرتبط بمفهوم الخارج حيث يشير الدباغ بأنه لاتوجد في ادبيات السياحة تعريفاً صريحاً للطلب على السياحة الداخلية برغم من ان منظمة السياحة العالمية تصنفها إلى سياحة محلية وسياحة مغادرة وسياحة وافدة، الا ان التصنيفين الاخيرين فيها هو تعبير عن حركة السائح الدولية سواء أكان وافداً ام مغادراً . هذا الارتباط بالخارج من وجهة نظر الباحث ادى إلى ظهور ثلاثة تأثيرات اساسية هي الأُخرى مترابطة تمثل ذلك في ظهور المنظمات الدولية
International organization  والتي هي شكل من أشكال العلاقات الدولية وهي عامل حاسم في نمو هذه العلاقات الدولية وهي عادة ماتنشأ نتيجة لمواثيق تعقد بين الدول المؤسسة ولعل منظمة السياحة العالمية (W . T . O) المنظمة الأكثر شهرة في مجال السياحة ويتواجد مقرها في مدريد حيث تقوم بتنفيذ مسوح منتظمة للسياحة العالمية لتشجيع وقياس كل من التقدم والعقبات في طريق تقدم اشمل للسياحة كما تحاول تيسير السفر السياحي من خلال الحد او تخفيض اجراءات السفر السياحي الحكومية كما هو الحال تجاه وضع معايير متطلبات جوازات السفر والتأشيرات كما تقدم منظمة السياحة العالمية مساعدتها الفنية للدول النامية وبصفة اولية عن طريق الامم المتحدة.

والثاني قضايا البيئة Inveironement حيث تبين استحالة فصل قضايا التنمية السياحية عن قضايا البيئة ولقد تبلور هذا المسار بشكل واضح ومتميز في اعقاب مؤتمر الامم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية المنعقد في مدينة ريودي جانيرو في حزيران عام 1992 وظهر مفهوم التنمية المستدامة التي تعني التنمية التي توجه او تستجيب لاحتياجات الحاضر من دون ان تعيق امكانات الاجيال القادمة في مواجهة احتياجاتهم وكان من الطبيعي ان تهتم الدول والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في المجال السياحي بقضايا البيئة حيث اكدت على ضرورة تبني الدول المهتمة بالسياحة خطوات جادة تفرض على المنشآت السياحية منها العمل بنظم الادارة البيئية المتكاملة والتي يمكن ايجاز اهم اهدافها بتحقيق الجودة للخدمة السياحية وترشيد استهلاك الموارد من دون الاخلال بجودة الخدمة والحفاظ على صحة العاملين في قطاع السياحة وتبني نظم تحليل المخاطر الصحية والتحكم فيها (Hazard Analysis for critical control points ) (نظام الهاسب (HACCP )) في خدمات المطاعم ومناطق الترفيه وحمامات السباحة مع صيانة الطبيعة في المناطق السياحية المرتبطة بالمحميات والموائل الطبيعية،  والثالث تأثير العولمة Globalization  وهي تشير إلى لفظ العالمي وهي كلمة من أصل انكليزي مرتبط بالقرية مما يعني مصطلح القرية العالمية وهي كما يعبر عنها توماس فريدمان Thomas Fredman  نظام عالمي جديد وليست حالة حضارية جديدة يعيد صياغة الدول والمجتمعات والافراد والقناعات ولها صور عديدة منها العولمة الثقافية والتي تعني تعميم ثقافة ما على العالم كله بحجة ضعف ومظاهر السلبية في الثقافات الأُخرى ومنها العولمة السياسية التي تعني تراجع دور الدولة وسلطانها وفاعليتها داخلياً وخارجياً لمنظمات وهيئات دولية وشركات متعددة الجنسية ومنها العولمة الاقتصادية التي تشير إلى انضواء العالم بمختلف وحداته تحت مظلة نظام اقتصادي واحد يتمثل بحرية تبادل السلع والمنتجات والأسواق وانتقالها ورؤوس الاموال والخدمات والخبرات والتقنيات بين الدول

ان ظاهرة العولمة برزت بسبب ظهور تكنولوجيا المعلومات والتي تمثل وسائل الكترونية بتجميع ومعالجة وتخزين ونشر المعلومات 

 وهي من القضايا الحديثة التي تعكس أهمية المعلومات المعالجة الكترونياً في خدمة جوانب متعددة من المجتمع وظهور التكتلات الاقليمية وهي عبارة عن علاقة تعاقدية بين دولتين او أكثر يتعهد بموجبها الفرقاء المعنيون بالمساعدة المتبادلة  مثال ذلك المجلس السياحي الاعلى
(Tourism ciunci ) وهو تكتل يضم بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة ومقره بروكسل وسبب اخر هو اتفاقية الجاتا (GATT) وهي الاتفاقية العامة على التجارة والتعريفة الكمركية وهي معاهدة عمرها الان أكثر من 63 عاماً صممت لترويج التجارة العالمية عن طريق تقليل التعريفة الكمركية حيث بلغ عدد دولها الاعضاء أكثر من 146 دولة وظهور الشركات العالمية وهي تعني الشركات التي تكسب عن طريق العمل في أكثر من دولة واحدة مميزات تسويق وانتاج وابحاث وتطوير وتمويل في تكاليفها وسمعتها التي لاتكون متاحة للمنافسين المحليين ان هذه الاسباب مجتمعة افضت إلى ظهور العولمة وتأثيراتها في الثقافة والسياسة والاقتصاد واصبحت نظماً اساسية في العولمة فاتفاقيات منظمة التجارة العالمية دعت إلى المساواة في معاملة الخدمات المحلية والاجنبية والتقليل من التميز في تجارة الخدمات بما في ذلك السياحة كما دعت إلى تسهيل النفاذ للسوق للموردين الاجانب الذين يوافرون خدمات من قبيل تشغيل الفنادق ووكالات السفر والرحلات ان اثار العولمة في هذا المجال خطيرة على دول نامية مثل العراق كونها غير قادرة على المنافسة للدول المتقدمة في تقديم خدمات ذات جودة ونوعية متميزة بحيث لم تعتمد معايير الجودة في التعليم والتدريب السياحي لدى اغلب هذه الدول حيث تشكلت فجوة كبيرة في هذا المجال بين القيمة العالية للعرض الطبيعي والبشري المتوافر فيها والخدمات المتدنية التي تقدمها والتي لاتتناسب مع قيمة هذا المعروض كما ان تقلص دور الدولة الذي تنادي به العولمة والذي يفضي إلى مشكلات تهدد استقرار الشعوب نفسها في هذه الدول