«دبي ورلد سنترال» يمثل نقلة نوعية في مجال النقل الجوي وصناعة المطارات

قال خبراء في قطاع الطيران إن «دبي ورلد سنترال» يعد المشروع الرئيسي ويكاد يكون الوحيد بخلاف أنه الأول في الشرق الأوسط الذي يحمل مفهوم «المطار المدينة» حيث خطت دبي خطوات متقدمة في تشييد هذا المشروع، والذي يمثل نقلة نوعية في مجال النقل الجوي وصناعة المطارات.

وأتفق الخبراء على أن مفهوم مطارات المدن لم يمت، ويمثل مستقبل المطارات في القرن الـ 21 مؤكدين أن النمو في حركة السياحة، والتجارة وأدوات الربط الجديدة تستلزم وجود مثل هذه المطارات حول العالم حيث يوجد نحو 83 مطاراً تحمل هذا المفهوم الجديد.

وأفاد متحدثون في جلسة حول «مدن المطارات» خلال منتدى قادة المطارات العالمية ضمن فعاليات معرض المطارات 2014 بدبي بأن مشروعي «دبي ورلد سنترال» ومطار مسقط الدولي نموذجين في المنطقة وفق هذا المفهوم خصوصاً «دبي ورلد سنترال» الذي يضم خمس مناطق تتنوع بين الطيران والخدمات اللوجستية، والمراكز التجارية والسكنية.

وقال جون كرسادا مدير مركز اقتصاديات الطيران بكلية «فلالجر للإدارة» بجامعة نورث كارولينا إن مفهوم مطارات المدن ظهر قبل 13 عاماً ليمثل الموجة الخامسة من صناعة المطارات في العالم، وسيظل هو الحل للخدمات اللوجستية ومواكبة نمو حركة السفر والاقتصاد، مشيراً إلى أن «مدينة المطارات» يأتي مواكباً لتوقعات «الأياتا» لنمو المسافرين بنحو 4 إلى 5 مليارات مسافر في غضون 20 عاماً ليصل عدد المسافرين جواً إلى 14 مليار.

وبين كرسادا أن العالم يشهد تطورات مهمة في مجال النقل الجوي، وخدمات المطارات، مشيراً إلى وجود 83 مطاراً حول العالم تعتبر مطارات مدن كما تعمل الصين وحدها على تشيد 51 مطاراً وفق مفهوم «المدن الجوية» بخلاف العديد من المشروعات حول العالم.

وأدار الجلسة حمدي عثمان رئيس شركة سولتير لاستشارات الطيران، وشارك فيها الدكتور جيني ايو رئيس الشؤون المالية في مطار تايوان الدولي، والمهندس خلفان السهيلي المدير العام لقطاع الأعمال في الشركة العمانية لإدارة المطارات.

وأشار كرسادا إلى أن من بين مطارات المدن في العالم مطار تايبي في تايوان بتكاليف 16,4 مليار دولار بخلاف مطارات عديدة حول العالم، متوقعاً أن تنمو هذه المطارات لتصبح مدن مستدامة كما ستظهر مطارات جديدة في السنوات المقبلة خصوصاً في الشرق الأوسط نظراً لكونه أكثر مناطق العالم نمواً في حركة الطيران.

وبين أن مدينة ممفيس الأميركية شهدت أول مطار مدينة في العالم تلتها موجات متتالية في أنحاء العالم حيث مثلت الصين والولايات المتحدة الأميركية الموجة الرئيسية فيما دخلت الشرق الأوسط عن طريق دبي عبر مشروع مطار آل مكتوم ضمن «دبي ورلد سنترال» بتكاليف تزيد عن 33 مليار دولار بشكل مبدئي.

ولفت إلى أن أهمية مطارات المدن لا تقتصر على نقل الركاب فقط بل أهميتها رئيسية في القطاع التجاري، وحركة نقل البضائع والسلع خصوصاً فيما يتعلق بحركة نقل البضائع الطازجة والزهور، مشيراً إلى إمكانية تصدير 70% إلى 80% من السلع الطازجة عبر المطارات.

من جانبه قال الدكتور جيني ايو:«إن تجربة تايوان في مجال تشييد مدينة جوية من التجارب التي تدعمها الدولة، ورصدت لها أكثر من 16 مليار دولار، وسيتم ربطها بشبكة طرق وخدمات إلى وسط العاصمة حيث تم إنفاق 6 مليارات على المشروع حتى الآن».

إلى ذلك تحدث المهندس خلفان السهيلي حول تجربة سلطنة عمان في صناعة الطيران، لافتاً إلى أن فكرة مفهوم المدينة الجوية من أهم أحد المشروعات التي تستهدفها عمان من تشييد مطار مسقط الجديد، وأضاف أنه سيتم الانتهاء من تشييد المدرج الثاني «الشمالي» في المطار نهاية العام الحالي.

 

وأفاد بأن مطار مسقط يأتي ضمن خمس مطارات جديدة تنفذها شركة مطارات عمان، موضحاً أن المشروع سينتهي في عام 2016 بطاقة 36 مليون مسافر، وسيتم ربطه بشبكة طرق وخطوط سكك حديد مع مجموعة من المشرعات السكنية والتجارية المحيطة به لتصبح المنطقة «مدينة مطارات» تعزز من خطط السلطنة الرامية إلى تعزيز الاعتماد على المصادر غير النفطية في الاقتصاد الوطني بنسبة 81% في عام 2020.