تتطور الوسائل التكنولوجية الحديثة بشكل متسارع ، ومع ظهور عالم الشبكة العنكبوتية الذي أصبح يدخل في جميع المجالات ، ومع تسارع تقنية المعلومات وظهور الاختراعات الالكترونية البديلة للوسائل التقليدية ، بتنا نجد أي عمل تقليدي له بالمثل ذات العمل الكترونيا ، ومن ضمن الوسائل التقليدية التي أصبح لها وسائل الكترونية هي عملية النشر ، فدخلت وسائل النشر للمعلومات والكتب والمقالات التقليدية عبر الصحف والمجلات الورقية ، وسيلة حديثة أخرى أصبحت الأكثر انتشارا والأكثر استخداما في السنوات الأخيرة ، وهي ” النشر الالكتروني e-publishing ” الذي تعتبر وسيلة من وسائل النشر ولكن بشكل رقمي ، فالنشر الالكتروني عبارة عن نشر رقمي للمقالات والكتب وتطوير للمكتبات الرقمية ، وهو الآن شائعا جدا في مجال النشر العلمي ويعتمده الكثير من المستخدمين ، فمن يريد نشر كتاب أو إعلان أو مقال أو بحث أصبح يبحث عن وسيلة أكثر انتشارا وأقل تعقيدا من دور النشر الورقية التي تكلف المؤلف مبالغا باهظة الثمن ناهيك عن الإجراءات التقليدية المتبعة في كل بلد لإصدار كتاب أو بحث علمي أو مقالة .

تعريفات :
هناك العديد من التعاريف للنشر الالكتروني فمثلا الكاتب أحمد بدر يعرف النشر الالكتروني في كتابه علم المكتبات والمعلومات بأنه عملية تخزين رقمي للمعلومات وبثها وعرضها رقميا عبر شبكات الاتصال وقد تكون هذه المعلومات على شكل نصوص أو صور أو رسومات ويتم معالجتها بشكل آلي . وقد عرفه الباحث شريف كامل شاهين بأنه عملية لإصدار عمل أو نشر عمل مكتوب بالوسائل الالكترونية سواء بشكل مباشر أو بشبكات الاتصال . أما الكاتب أبو بكر محمود الهوش فقد عرفه بأنه تقنية حديثة في مجال المعلومات والمكتبات ، حيث أن النشر هما نوعين أساسيين وهما النشر الالكتروني الموازي المأخوذ عن النصوص المطبوعة والمنشورة ويكون منقولا عنها أو موازيا لها ، والنوع الآخر هو النشر الالكتروني الخالص الذي يقوم على النشر الالكتروني الصرف ولا يوجد إلى بشكله الالكتروني فقط ولا يوجد منه مطبوعات ورقية .

مراحل تطور النشر الالكتروني :
مر تطور النشر الالكتروني في عدة مراحل ، فبعد أن كانت المعلومات تطبع بشكل تقليدي عبر الصحف والمجلات والكتب ، ثم انتقلت إلى مرحلة أخرى جديدة بحيث يتم تحويل المطبوعات الورقية إلى إلى الشكل الالكتروني لها نسخة طبق الأصل ، إلى أن أصبح نشر هذه المعلومات يتم مباشرة إلكترونيا دون أن يكون لها أصولا ورقية .

وقد كشفت دراسة سابقة في عام 1985 و 1994 تثبت بأن عدد قواعد المعلومات التي تنشر في وسائل الاتصال المباشر يزداد بنسبة 28% في العالم ، بينما قواعد المعلومات المخزن على الأقراص المدمجة تنمو بنسبة 100% ، في حين أن نسبة النمو لقواعد المعلومات المطبوعة بالشكل التقليدي لا تتعدى الـ 15% في العالم ، وهذا إن دل على شيء فيدل على سرعة التطور في تقنية المعلومات التي تعددت من خلالها الوسائط والطرق لتخزين المعلومات وتبادلها عبر شبكات الحاسوب .

أنواع النشر الالكتروني :
هناك عدة أشكال من النشر الالكتروني مثل الصيغ الالكترونية التقليدية كالقرص المضغوط والكتاب الالكتروني والصحيفة الإلكترونية والمجلة الالكترونية ، وهناك صيغا الكترونية حديثة أصبحت تستخدم بكثرة في الفترة الأخيرة مثل مشاركة الملفات ، والبودكاست ، والمدونات ، والبرمجيات التعاونية بالإضافة إلى نظام إدارة المحتوى .

مزايا النشر الالكتروني :
– انخفاض التكاليف لنشر المعلومات .
– السرعة في نشر المعلومات واختصار الوقت عبر شبكات الاتصال .
– لن يحتاج الناشر إلى وسطاء في التوزيع للمادة .
– بث روح التعاون بين المؤلفين والكتاب في إنتاج مادة الكترونية .
– وصول المعلومات في المادة الالكترونية لأعداد هائلة في جميع أنحاء العالم دون أي تكلفة .
– مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة التي أصبح يعتمد عليها المجتمع في جميع المجالات .

عيوب النشر الالكتروني :

– هناك بعض المؤسسات الأكاديمية ما زالت لا تقبل أي دراسات أو أبحاث منشورة بشكل الكتروني ولا تعتمدها كمادة بحثية شرعية .
– الكثير من المكتبات لا تمتلك قسما خاصا بالمنشورات الالكترونية ، وقد تجد صعوبة في إيجاد المادة الالكترونية وحفظها في المكتبات الجامعية بشكل أخص .
– لا يمكن الوصول للمادة الالكترونية أيا كان نوعها إذا كان هناك أشخاص ليس لديهم قنوات للتواصل الالكتروني والاستفادة من المادة .
– صعوبة التصفح في المادة الالكترونية لما تبذله من جهد مثل الدخول إلى الانترنت وتكبير أو تصغير حجم الخط وطريقة استعراض النص .
– تتعرض المواد الالكترونية إلى مخاطر أمنية قد تؤدي إلى تلفها وإزالتها مثل الفيروسات والاختراقات .
– تتأثر جودة المادة الالكترونية بجودة الاتصال بشبكة الانترنت أو الكهرباء وبالتالي يجد المستخدم صعوبة في استعراض المادة .
– هناك بعض الأشخاص ليس لديهم الخبرة الكافية لاستخدامات تقنيات النشر الالكتروني .

 

الفرق بين النشر الالكتروني والنشر التقليدي :
– تتيح عملية النشر الالكتروني فرصة تجميع الوثائق بعدة طرق سواء صوتية أو نصية أو صورية بينما لا تتوفر هذه الميزة في الوثائق المنشورة تقليديا .
– عملية إنتاج المواد الالكترونية تتم بشكل سريع وعالي التقنية وبكمية كبيرة جدا من الوثائق بينما في النشر التقليدي تحتاج إلى الكثير من الوقت .
– في النشر الالكتروني يتمكن المستخدم من تعديل المادة الالكترونية أو تحسينها دون أن يمس بالمادة الأصلية ، بينما في النشر التقليدي لا يمكن تعديل أو حذف أي معلومة لأنها ستشوه مظهر الوثيقة .
– يواجه النشر الالكتروني مشكلة في الثقة والضبط بسبب إمكانية التعديل للبيانات وإعادة استخدامها ، بينما في النشر التقليدي فخاصية التعديل مستحيلة وبالتالي هناك ثقة تامة في المعلومات وضمان سلامتها من العبث .
– توزيع المادة أو الوثيقة الالكترونية يتم بشكل سريع جدا وفي أي مكان في العالم ، بينما في النشر التقليدي تحتاج إلى فترة طويلة بسبب الإجراءات التقليدية المتبعة لإصدار وثيقة مطبوعة .
– صعب على النشر الالكتروني توثيق الحقوق الفكرية وتطبيق القوانين فيها ، بينما في النشر التقليدي يحصل المؤلف والناشر على ضمان الحقوق الكاملة له .