على الرغم من تفوق الصرب في البداية بسبب الأسلحة والموارد المقدمة من قبل الجيش الشعبي اليوغوسلافي ، إلا أنهم خسروا بسبب تحالف البوشناق والكروات ضد الجمهورية الصربية في عام 1994 مع إنشاء اتحاد البوسنة والهرسك بعد اتفاق واشنطن ، وبعد مجازر سربرنيتشا وماركال ، تدخل حلف الناتو في عام 1995 مع القوة المتعمدة التي تستهدف مواقع جيش جمهورية صرب البوسنة ، والتي تعمل علي إنهاء الحرب ، وقد أوشكت الحرب إلى نهايتها بعد التوقيع علي اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهرسك في باريس في 14 ديسمبر 1995 ، ومفاوضات السلام التي عقدت في دايتون ، أوهايو ، واستكملت في 21 ديسمبر 1995 ، ومعلوم ان الأتفاقيات الآن تعرف باسم اتفاقية دايتون ، وفقا لتقرير أعد للأمم المتحدة ، برئاسة شريف بسيوني ، في حين ارتكب جميع الأطراف جرائم حرب خلال الصراع ، وكانت القوات الصربية هي المسؤولة عن تسعين في المئة منهم ، في حين كانت القوات الكرواتية مسؤولة عن ستة في المئة فقط ، والقوى الإسلامية أربعة في المئة .
ومن التقارير والاستنتاجات التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية في عام 1995 ، حتي مطلع عام 2008 ، أرسلت هذه التقارير للمحكمة الجنائية الدولية في يوغوسلافيا السابقة وأدين 45 من الصرب والكروات 12 و 4 من البوشناق بارتكاب جرائم حرب .
وتشير أحدث التقارير إلى أن حوالي 100،000 شخصا قتلوا خلال الحرب . بالإضافة إلى ذلك ، قتل ما يقدر بـ 20،000 إلى 50،000 امرأة . كانت الغالبية العظمى من مسلمي البوسنة ، الذين تعرضن للاغتصاب ، وتشرد أكثر من 2.2 مليون شخص ، مما جعل هذا الصراع بإعتباره أكثر الصراعات تدميرا في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
الأسباب الرئيسية للحرب
كانت الأسباب الرئيسية لخوض حرب البوسنة بسبب الصرب والكروات الذين يعيشون في البوسنة والذين يرغبون في ضم الأراضي البوسنية لصربيا وكرواتيا على التوالي ، وكان هناك العديد من العوامل المخفية بالإضافة إلى التوترات العرقية ، وقيام الزعيم القومي الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش بالضغط علي الكروات البوسنيين المسلمين للحصول على ما سماه “صربيا الكبرى” ، وبسبب خوفهم من أن ميلوسيفيتش الذي سيحاول أخذ أرضهم تحت السيطرة اليوغسلافية ، حيث دعا لاستقلال البوسنة .
قبل بدء الحرب ، التي أنشئت في رادوفان كاراديتش كان الجيش المنشق في البوسنة يدعمه ميلوسيفيتش من بلغراد في عام 1992 ، وأصبحت تحت قيادة كارادزيتش ، وبدأ صرب البوسنة سياسة ” تطهير” مناطق واسعة من البوسنة من غير الصرب ، وبعد الحرب أعلنت المحكمة أن “التطهير” كان للإبادة الجماعية ، وأدانت كارادزيتش وقائده العسكري بارتكاب جرائم حرب .
في 6 أبريل 1992 ، بدأ صرب البوسنة حصارهم في سراييفو ، وقطعت الأتصال بين المسلمين والكروات ، وسكان الصرب المعارضين لصربيا الكبرى ليكونوا معزولين عن مناطق الطعام ، والمرافق ، والاتصالات ، ولمدة ثلاث سنوات ، كان الطعام نادرا وكان متوسط فقدان الوزن للشخص الواحد أكثر من 30 ك . وقتل أكثر من 12،000 من سكان سراييفو خلال 43 شهر من الحصار لجميع أنحاء البوسنة ، وبدأ القوميون صرب البوسنة والجيش الشعبي اليوغوسلافي برنامج للتطهير العرقي من أجل إنشاء أراضي صربية “نقية” .
ودمرت قرى بأكملها وأجبر الآلاف من البوسنيين للخروج من ديارهم ، حيث نقلوا إلي معسكرات الاعتقال والاغتصاب والتعذيب وترحيلهم ، أو قتلهم ، وكان الاغتصاب تكتيكا عسكريا لتدمير أواصر الأسر والمجتمعات المحلية ، وإن فرض حظر الأسلحة الدولية كان له تأثير علي طوال فترة الحرب ، ومنع الحكومة البوسنية من الحصول على المدفعية والأسلحة الثقيلة الني بحاجة إليها لمحاربة الترسانات الأكثر تطورا من الجيوش الصربية والكرواتية .
يرجع سبب الصراع في البوسنة للجذور العرقية في البوسنة والهرسك ، وجمهورية يوغوسلافيا السابقة المتعددة الأعراق حيث تضم البوشناق ” مسلمي البوسنة ” والصرب ، والكروات ، وبعد سنوات من القتال المرير أصبحت تشارك المجموعات البوسنية الثلاث وكذلك الجيش اليوغوسلافي ، الدول الغربية بدعم من منظمة حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” الذي فرض وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض في دايتون أوهايو ، الولايات المتحدة ، في عام 1995 .