خان الربع (خان النخيلة )

 

يعتبر هذا الخان احد ابرز الخانات التي تقع على طريق كربلاء النجف . ويبعد عن المدنية كربلاء بحوالي 14 كم الى الجنوب الغربي منها ، وهناك خانات أخرى يقعان على الطريق نفسه وهما خان الحماد (خان النص ) وخان المصلي .ومن الناحية التاريخية يعود خان النخيلة والخانات الأخرى التي تقع على طريق كربلاء النجف الى فترة الحكم الصفوي والعثماني للعراق(2) .

ويتشابه خان النخيلة من الناحية التخطيطية والعمرانية ، مع الخانات القوافل الأخرى التي تقع على الطريق الخارجي التي تربط بين المدن العراقية حيث يتوسع الصحن (الفنار المكشوف )لا تحيط به مجموعه من الغرف التي تتقدمها الاواوين التي تعلوها عقود (اقواس ) مدينة الشكل ويتميز الخان بأسواره العالية ومدخله الذي يتألف من طابقين تتوسطة بوابة كبيرة ، واستخدمت الاقبية المدببة الشكل في تسقيف الغرف والاواوين واستعمل في بنائه الطابوق (الاجر ) والجص (3)

شكل الخان

خان الربع هو خان مربع الشكل طول كل ضلع من اضلاعه 86م يقع على الطريق بين محافظتين كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وهو ضمن سلسله من الخانات التي بنيت في العهد العثماني والتي عددها (48) خانا يقع اثنان منها في محافظة كربلاء هما خان الربع وخان العطيشي التي بناها سليمان باشا الكبير في العهد العثماني والتي كانت تستخدم كمحطات استراحة للمسافرين بين البصرة وبلاد الشام  .
سمية خان النخيلة خان الربع لوقوعه في ربع المسافة ما بين هاتين المحافظتين وهذه التسمية المحلية واخذت منها التسمية الرسمية لهذا البناء .

خان مربع الشكل يحتوي على مدخل رائسي في الجهة الشرقية منه ويعلو المدخل قبة كبيرة تحتوي على عناصر زخرفية إسلامية مهمه وهي المقرنصات ، والبناء ذو طابع إسلامي بحت لاحتوائه على الاواوين والاقواس المدببة والمقرنصات والتي هي عناصر معمارية زخرفية إسلامية انتشرت في ابنية الإسلامية .

على الجانبي المدخل تعلوه قبو وعلى جانبه اواوين ذات الاقواس المدببة كانت تستخدم لماكن استراحة المسافرين ومبيتهم .

وتحتوي الساحة الوسطية على بئر واحد فقط كان يتزود منها النزلاء في الخان بالماء وكانت الساحة مبلطة بمادة الاجر ( الطابوق الفرشي ) وكان الطابوق الفرشي والحصى هي المادة الأساسية في بناء الخان مثل باقي الخانات التي بنيت في الفترة الزمنية نفسها .

وقد استخدم الخان كمنطقة سياحية يرتاده السواح من داخل وخارج العراق لما يحتوي هذا الخان من سحر وعمق حضاري

وقد اهتمت الهيئة العامة للأثار والتراث بهذا الخان بشكل خاص حيث أقدمت على مشروع اعاده بناء و ترميم وصيانه الاجر المتضرر منه ووكلت مهمة إعادة بنائه الى مفتشية اثار كربلاء المقدسة حيث تم العمل بة لموسمين متتالين لحين وقت سقوط النظام حيث توقف العمل به كما توقف العمل في جميع مشاريع الاثار .

وقد تم وضع دراسة جديدة لاستمرار بإعادة بناء وترميم وصيانه الخان وأدراجه ضمن خطة مشاريع الهيئة العامة للأثار والتراث ولم تكن اعمال الصيانة في هذا الخان الوحيدة بل كانت هناك اعمال سابقة في السبعينيات من القرن المنصرم ولكنها كانت اعمال صيانة خفيفة ولكن هذا الخان تعرض الى اضرار كما تعرض أي شيء في العراق الى الضرر حيث هدم جزء كبير منه في عهد النظام السابق لأنه استخدم كمخزن للعتاد من قبل الجيش في حرب الكويت والانتفاضة الشعبانية وتعرض هذا العتاد الى انفجار مما أدى الى سقوط أجزاء كبيرة من هذا الخان وقامت لجان اثارية متخصصة من دائرة اثار كربلاء المقدسة وبإيعاز من الهيئة

 

 

 

 

 

_____________________

د. اعتماد يوسف القصيري : سومر ،ج 38 / ص : 250- 254 ، ج 2،1

(2-3) حضارة العراق ،ج 10 ص 253-252

عمارة كربلاء دراسة عمرانية