اعداد الطالب : محمد عدنان عبيد
اشراف: د. علي طعمة البديري
تاريخياً، تعتبر صناعة الفنادق واحدة من أقدم الصناعات في العالم. في العصور القديمة، كان ظهور الفنادق يرتبط بشكل كبير بنشوء مفهوم الضيافة نفسه. في بداياتها، كانت الضيافة تقتصر أساساً على استيعاب المسافرين العابرين، سواء كانت زيارات عابرة أو رحلات تجارية. مع تطور العلاقات بين المدن وزيادة التواصل بين الشعوب، أدى ذلك إلى زيادة عدد الرحلات واحتياجات المسافرين. في نتيجة لذلك، زاد الطلب على إنشاء نزل ومبانٍ للإقامة العامة التي تلبي هذه الاحتياجات، وخاصة في المدن التي أصبحت مراكزاً تجارية مهمة. بالتدريج، تطورت صناعة الفنادق لتتضمن خدمات متنوعة تتجاوز مجرد الإقامة، حيث بدأت الفنادق في تقديم الخدمات الإضافية مثل التغذية والترفيه. ومع تطور التكنولوجيا وتغيرات الاحتياجات والتوقعات للضيوف، ازدادت الفنادق تطوراً لتقديم تجارب إقامة مميزة ومريحة للضيوف، وتوفير بيئة تلبي احتياجاتهم المتنوعة. وبالرغم من تطورها المستمر، إلا أن صناعة الفنادق تظل تاريخية ومبنية على مفهوم الضيافة وتلبية احتياجات الزوار والمسافرين، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من التجارة والثقافة والتواصل بين الشعوب.[1]
تمثل صناعة الفنادق جزءاً أساسياً من تاريخ البشرية، حيث تمتد جذورها إلى العصور القديمة. سنستعرض تاريخ صناعة الفنادق منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، مع التركيز على التطورات الرئيسية التي شهدتها الصناعة عبر العصور.
العصور القديمة:
في هذه الفترة، كانت الضيافة تعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة الإنسانية، حيث كانت العادات الاجتماعية تتطلب استقبال المسافرين وتوفير مكان لإقامتهم وتقديم الطعام والشراب لهم. كانت هذه المنشآت الضيافة تتميز ببساطتها وتوفرها للخدمات الأساسية في هذه المرحلة، كانت الفنادق في شكلها الأولي تتمثل في الخانات والنزل البسيطة التي توفرت على طول طرق التجارة القديمة. كانت هذه الخانات تقدم إيواءً للتجار والمسافرين الذين يسافرون عبر الصحاري والبحار، وتقدم لهم الطعام والمياه والراحة لفترات قصيرة من الرحلات. تطورت هذه الخانات لتشمل أماكن الإقامة المؤقتة بالقرب من المعابد والأماكن الدينية المقدسة، حيث كانت الطلبات على الإيواء تكثر خلال فترات الزيارات الدينية والحج..[2]
كان يوجد فنادق في الشرق القديم وهذه الفنادق كانت تهتم بشكل كبير بالضيافة عند دخول عليها ضيف أو سائح ولهذا السبب كانت ظهور الفنادق متأخرة في العصر الحالي وبعدها أصبحت الضيافة متواجدة بشكل كبير سواء كانت داخل الفندق أو خارجه، حيث نشأت الفنادق أيضاً عند الإغريقين وكانوا أيضاً على تواصل دائم مع الضيوف وكذلك مع المناطق الأخرى وكانوا يتصفون بالضيافة والكرم وكذلك كانوا يهتمون بشكل كبير بالضيوف في حالة مرض أحد منهم.[3]
العصور الوسطى:
كانت هذه العصور طويلة جداً لما مرت بظروف متعددة وكبيرة وكذلك اهتمت بالفنادق بشكل كامل فهذه العصور كانت بداية تطور وصناعة الفنادق بشكل خاص بها، حيث بدأت بعدها الفنادق تزداد في تلك العصور دون النظر إلى العادات والتقاليد التي كانوا يتبعوها بشكل صحيح وأهتمت تلك العصور بأجنحة الفنادق بتحولها إلى غرف كبيرة وزيادة الأثاث داخلها حتى ينبسط السائح والضيف عند حجزها والدخول فيها وكانت لتلك الفنادق مدير فندق يهتم بكافة أمور الفندق وما يجري حولها في هذه المرحلة، بدأت الفنادق تتطور بشكل أكبر، حيث شهدت زيادة في حجمها وتعقيد خدماتها. بدأت الفنادق تنشأ في المدن الكبيرة والمواقع الاستراتيجية، مما أدى إلى تحسين جودة الخدمات وتنوعها. ظهرت خلال هذه الفترة أنماط جديدة من الفنادق، مثل القصور والقلاع التي توفرت كمواقع للإقامة للطبقات الأرستقراطية والملوك..[4]
العصور الحديثة :
في هذه المرحلة، شهدت صناعة الفنادق تحولات هائلة مع التطور التكنولوجي والاقتصادي والثقافي. أصبحت الفنادق تصبح مراكز للحياة الاجتماعية والثقافية، حيث تقدم خدمات شاملة تشمل الإقامة والترفيه والتسوق والتجارة. زادت الاستثمارات في بناء فنادق فاخرة تتميز بالتصميم العصري والتكنولوجيا المتطورة، وتقدم تجارب فريدة للضيوف. كما أصبحت الفنادق تركز على الاستدامة البيئية والتوجهات الاجتماعية، وتقدم خدمات مبتكرة مثل الفنادق العائمة والفنادق الصحراوية والفنادق البيئية
[1] الكحلي ، ياسين، ( 1997 ،) ادارة الفنادق والقرى السياحية ، دار الوفاء للنشر، مصر ، ص.ص 1-48.
[2] روشان مفيد بووظو. اساسيات الادارة الفندقية . الاكادميون للنشر والتوزيع . 2014 . ص .ص 31_36
[3] عبد الكريم كاظم , ادارة الفنادق , المكتب الجامعي الحديث . 2020 . ص 44
[4] م.م سعيد فرج حمادي , ادارة الجودة الشامله في صناعة الفنادق , جامعة النهرين , كلية التربية للعلوم الانسانية , 2021, ص 134