إمكانيات محافظة المثنى السياحية

إمكانيات محافظة المثنى السياحية
الدينية والتاريخية و الآثارية
حمد ماجد بديوي حمزة
اشراف: أ . د . عبدعلي كاظم الفتلاوي
تمتلك محافظة المثنى امكانيات سياحية اثرية حضارية تاريخية موغلة في القدم مشكلة جزءاً أساسياً من حضارة بلاد وادي الرافدين فضلاً عن امتلاكها لمواقع الجذب السياحي الدينية المتمثلة ببعض المقامات والمراقد للأولياء والصالحين الذي تحظى ببعد روحي لدى الغالبية من افراد المجتمع هذه الموارد تشكل مورداً اقتصادياً مهماً لو احسن التخطيط لإستثمارها وفيما يأتي عرض مفصل لهذه الإمكانات :

القسم الأول/ السياحية التاريخية والآثارية :
يذكر المؤرخ توينبي ان حضارة وادي الرافدين حضارة اصيلة لأنها من نوع الحضارات الذي لم تشتق من حضارة سابقة لها بل نشأت وتطورت منذ العهد الحجري .
فالكشف عن تاريخ تلك الحضارة وتوثيق وجودها الأصيل وبعث الماضي بمجده تؤكد أهمية التنمية الأثرية في شواهد لا يمكن تغييبها بتاريخها العريق الزاخر بالمنجزات الذي اسست للحياة المنظمة لما ساهمت به من منجزات من اختراعات وقوانين كان لها الأثر الواضح في نشوء الحضارة الناضجة التي سارت بخطوات ثابتة وعلى مراحل وأدوار متعاقبة ومن ضمن مدن هذه الحضارة مدينة الوركاء التاريخية :
( التميمي و الفتلي ، ٢٠١٦ : ١٩٠ )
وفي عام ( 2350 ) قبل الميلاد اصبحت مدينة الوركاء من جملة ممتلكات الملك سرجون الأكدي الذي وحد بلاد وادي الرافدين ولكن المدينة ظلت مركزاً دينياً وعمرانياً وثقافياً مزدهراً (جي ، ١٩٥٥ : ٤٧ ) وتضم مدينة الوركاء الاثرية مجموعة من اشهر المعابد والبنايات والتلول الذي سيتم ايجازها كالاتي:
1)معبد ( اي _ أنا) الكبير:
يقع معبد ( اي _ أنا ) الكبير في القسم الشرقي من مدينة الوركاء وهو معبد ضخم شيد للإلهة ( آن _ نين) ( سيدة السماء) عند السومريين والتي عرفت فيما بعد بإسم عشتار إله الحب والخير والبركة والزراعة والحضارة عند الاكديين والآشوريين . ( جي ، ١٩٦٠ : ٨ )
حيث يعد هذا المعبد من افخم المعابد السومرية واقدمها واجملها ومعناه ( بيت السماء) حيث يعود تاريخه الى منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ، واجهته تكون مزينة بالفسيفساء المتكونة من المسامير الفخارية وقد جدد المعبد من قبل الملك اورنمو سنة 2050 قبل الميلاد. ( باقر ، ١٩٧٤ : ١٧)

2)معبد آنو ( سيد السماء) او المعبد الأبيض :
يقع في مدينة الوركاء ويعود تاريخه الى منتصف عصر الوركاء حيث يقع فوقه مصفى اصطناعيه ذات ارتفاع ( ١٢ م ) مشيدة من كتل الطين منضودة بعضها فوق بعض الآخر يتخللها طبقات من الجير حيث طليت جدران المعبد بالصبغ الأبيض ومن هنا جاء اسمه بالمعبد الابيض وهو مزار صغير ( 23.3x 17.5 ) من اللبن المربع الكبير ويتألف من ساحة مركزية طويلة تحيط به غرف تتصل فيما بينها. (باقر ، ١٩٤٧ : ١٧ )

3) معبد آنو _ انتم أو ( بيت ريش):
هو بناء ضخم من الآجر يقع شمال شرق معبد ( آنو ) القديم عرفت ببناية ( بيت ريش ) خصص قسم كبير منها لعبادة الاله (انو) وزوجته (انتم) تتكون هذه البناية من عدة افنية وساحات فسيحة وحجرات كبيره ومصليات.

4) معبد كاريوس :
يقع معبد كاريوس في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة الوركاء الأثرية على تل استيطان قديم اسمه المحلي ( ورور) يتاخم هذا التل من الجنوب والشرق منطقة منخفضة والتي كانت تشكل سابقاً ميناء ضمن المدينة ، كما يعزله عن تل المدينة الاستيطاني من الجهة الشمالية الغربية والجهة الجنوبية الغربية منخفض بشكل (L) ، ينتمي المعبد الى مجمع بنائي والذي يمتد على مساحة (100 x 110 ) ومحاط بسور خارجي ، بني هذا السور في فترة لاحقة لبناء المعبد، يحصر منطقة حرم المعبد المحيطة مباشرةً به سور داخلي بني في فترة تأسيس المعبد . اما بالنسبة لتاريخه فقد بدأ التنقيب في المعبد عام 1895 ميلادي من قبل السيد لوفتوس وتمت لاحقاً دراسة المعبد ومنطقته خلال الاعوام ( 1969 الى1973 ) من قبل السيد ( شميت) ويرجح الباحثون ان المعبد يعود الى الفترة الفرثية وتحديداً إلى العام 111 ميلادي وذلك لأن المعبد بني لتقديس الإله كاريوس الذي ذكر اسمه في مرسوم ، كان قد نقش لوح من الحجر الكلسي ويعود تاريخ هذا اللوح الى سنه 111 ميلادي ولم يكن اللوح في مكانها الاصلي عند اكتشافه وانما كان بين ركام متساقط من اللبن بالقرب من دعامة الزاوية الشماليه للمعبد.(الأحمر ، ٢٠١٧ : ٤ )