اهم المعوقات والتي تمثل عقبات اساسية في سبيل التنمية السياحية مايلي :
العقبة الاولى: انخفاض درجة التدعيم السياسي والحكومي للقطاع السياحي وخشية الجديد، ففي الدول النامية تبدو ظاهرة خشية الجديد وعدم قبول المشاريع السياحية خشية تحمل المسؤولية وعبء التجربة، وقد يرجع ذلك الى الاعتقاد الخاطئ بان الانفاق على النشاط السياحي يعتبر ضربا من ضروب الاسراف، ومن الاجدي ان توجه الاستثمارات الى مجالات اخرى ، مع انخفاض الوعي، باهمية وقيمة التراث الحضاري للدولة ، وعدم ادراك الجدوى الاقتصادية للنشاط السياحي بصفة عامة.كما ان الدولة لا تفعل ما تفعله الدولة السياحية التي درجت على تقديم مساعدات تتمثل في النح النقدية والعينية والاراضي للمشروعات السياحية الهامة والاعفاء الجمركي الكامل لمستلزمات الانتاج والفروض طويلة الاجل بفوائد بسيطة او مخفضة، ومن هنا يتبين للمستثمرين ان السياحي لا تحظي كقطاع اقتصادي بالاهمية التي تعطيها لها دول كثيرة منها دول نامية اقل مستوىاقتصادي من العراق مثل مصر وتونس ولبنان.
العقبة الثانية : الاجراءات الاقتصادية والمالية، مثل قيام بعض المحافظات واجهزة الحكم المحلي وغيرها من الجهات الحكومية الرسمية كهيئة الاثار بفرض او زيادة رسوم بعض المناطق السياحية والمتاحف والانشطة السياحية المختلفة كالفنادق وبعض وسائل النقل وغيرها دون الرجوع الى وزارة السياحة.
العقبة الثالثة : ضعف الاعتمادات المتخصصة لوزارة السياحة في ميزانيتها وفي ميزانية الجهات التابعة لها للقيام بما يلزم نحو التدريب السياحي على المستوي الواجب فنيا والازم لمواكبة التطور السياحي الذي يستلزم تدريب اعداد متزايدة من الشباب على الخدمات السياحية،الى جانب مايلزم من احلال وتجديد للفنادق القائمة وبخاصة فنادق القطاع العام، وتعميق مجهودات التسويق السياحي الخارجي في الاسواق القائمة وفتح اسواق سياسية جديدة لجذب مزيد من الحركة السياحية.
العقبة الرابعة : ضعف مستوي المرافق الاساسية،ان معظم المناطق السياحيةلا يزال يعوزها الكثير من هذه المرافق وكافة انواعها من قوة محركة ومياه وصرف صحي وطرق واتصالات سلكية ولا سلكية. ولا شك ان شبكات الطرق السريعة المزودة باللافتات الارشادية امر يحتاج الى عناية خاصة لانه بدونها لا يمكن حدوث تنمية سياحية الاساسية وامها المطارات.
العقبة الخامسة : روتينية التنظيم السياحي وعدم ديناميكيته ، حيث ان التنظيم السياحي الرسمي في العراق يتسم بالتقليدية والتعقيد وتسوه في كثير من جوانبه روتينية تتنافر مع طبيعة السياحة.
وهذا التنظيم لابد من تعديله ليصبح قادرا على مواجهة الحساسية المفروضة والفاعلية لحركة السياحة الدولية والداخلية كسياسية ومرونة في اتخاذ القرارات وتقوم على الاستجابة الفورية لمتغييرات السوق العالمية والسوق الداخلية، والمطلوب ان يصبح الاتجاه التسويقي Marketin Approach) رائد هذا التنظيمبحيث يتكيف ويتغلغل في العمل السياحي الوطني. وهذا الاتجاه التسويقي يترتب علية ضرورة التغيير الهيكلي في وزارة السياحة وغيرها من الاجهزة الرسمية لكي تقوم على نظام من العلاقات والروابط التي تحدد الموارد المتاحة وتعبئها وتديرها طبقا لمبدا الكفاية والفاعلية.
العقبة السادسة : ان اجراءات منح تراخيص المنشات السياحية طويلة ومعقدة احيانا، فيجب العمل على تسهيل منحها في التطبيق العملي.
العقبة السابع : نقص الوعي السياحي التنموي حيث لا يتوفر الوعي السياحي بين الجماهير وبين الجهات التي تتعامل مع السائحين( الجوازات- الجمارك – البنوك – المواني – الاعلام – شركات السياحة) ولقد ثبت علميا ان اسباب انخفاض الوعي السياحي لدى الجماهير يرجع الى ارتفاع نسبة الامية بين الشعب ،وعدم اهتمام وسائل الاعلام المختلفة تعكس اراء ورغبات القيادة السياسية في المقام الاول،فان المطلوب هو التاييد السياسي، كما يجب الاهتمام بزيادة عدد المتاحف الاقليمية الفنية والاثرية والاكثار من مراكز الارشاد السياحي والحدائق والبرامج التليفزيونية التي توضح اهمية دور السياحة وكيفية الاستفادة منها، وطرق التعامل مع السائحن الاجانب بالاساليب العلمية المعاصرة.
العقبة الثامنة : المعوقات الثقافية والقيم الاتكالية السائدة، حيث تنتشر الكثير من الامثلة العالمية التي يحض بعضها على الاتكالية وعدم فهم قيمة الوقت والبعض الاخر يحض على عدم الجدية والالتزاممما يؤثر على انماط السلوك،والتنمية في حاجه الي انماط وقيم سلوكية جديده تدفع أهداف التنمية الي الطريق الصحيح،ومن القيم التي تعوق التنمية عدم تقدير الوقت وعدم احترام العمل كقيمة والتخوف من الجديد والمستحدث والانعزالية والتواكل وعدم الاعتراف بأهمية دور المرأة في المجتمع.
(1) سليم بطرس جلدة, مبادئ ادارة مكاتب السياحة والسفر, ص 121.