ظاهرة الأمواج الممتدة

ما أكثر الكوارث الطبيعية التي يمرّ عليها الإنسان وينسى أن يتذكر العبرة منها، ومن هذه الظواهر ما يسميه اليابانيون بالتسونامي Tsunami أي “موجة الميناء” وهي امتداد لأمواج البحر حتى يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار، ويبلغ طولها عشرات الكيلومترات. هذه الأمواج العاتية تستطيع أن تدمر أي شيء بأمر ربها! وتستطيع إبادة مدن بأكملها خلال زمن قصير. والسؤال: ما هي هذه الظاهرة، وكيف تحدث، وما هي مسبباتها، وهل هنالك إشارات قرآنية لها؟

أما التفسير العلمي للظاهرة، فهنالك تغيرات تحدث في الكرة الأرضية مثل درجات الحرارة وتحرك الألواح الأرضية وتشوه هذه الألواح والزلازل والهزات الأرضية والبراكين، وهذه تؤدي إلى التأثير المباشر على مياه البحار التي تشكل أكثر من 78 بالمئة من سطح الكرة الأرضية.

إن هذه التغيرات تؤدي إلى تحرك هذه المياه بسرعة كبيرة مسببة موجات ضخمة يصل طول الموجة الواحدة إلى 150 كيلو متر!! هذه الموجة تسير بسرعة تتجاوز الـ 700 كيلو متر في الساعة! وتكمن قوتها المدمرة في أنها تظهر للناس على الشاطئ كموجة عادية، ولكن عندما تصل إلى الشاطئ فإنها تضربه بقوة هائلة يصل ارتفاعها إلى 40 متراً.

وتأمَّل معي موجة يبلغ ارتفاعها ارتفاع بناء مؤلف من عشرة طوابق، تسير بسرعة طائرة حديثة، ماذا يمكن أن تسبب عندما تضرب شاطئاً أو قرية أو مدينة؟

إن أكثر المناطق تأثراً بهذه الظاهرة هي منطقة المحيط الهادئ والجزر المتوضعة فيه حيث تشير الإحصائيات إلى أن هذه الظاهرة تكررت أكثر من 40 مرة خلال المئة سنة الماضية.

يتولد مدّ الأمواج بسبب انفجار بركاني، أو زلزال في قاع المحيط، أو انهيارات أرضية في القاع، أو اصطدام جسم كوني بالأرض يولد هزة عنيفة. وهذه جميعاً تؤدي إلى إزاحة قسم من ماء البحر مما يخلق اضطراباً يتحول إلى أمواج عملاقة.

وحدوث هذه الظاهرة ينتج عندما يحدث تشوه لقاع البحر بسبب حدوث زلزال مثلاً فإن كميات كبيرة من الماء تندفع من قاع المحيط باتجاه الأعلى وهذه الكتل المائية ستولد أمواجاً عاتية على وجه الماء، تسير هذه الأمواج بسرعة نحو الشواطئ محملة بطاقة هائلة تفرغها في المكان الذي تضرب فيه.

عندما يحدث الانزياح أو الانهيار في جزء من قاع المحيط فإن ذلك يؤدي لنشوء فراغ سرعان ما يمتلئ بالماء، إن انتقال الماء بسرعة لملء الفراغ الناشئ، يؤدي حسب هندسة ميكانيك السوائل إلى تولد موجات مائية طويلة وذات ارتفاع عال، وهذه الموجات سوف تنتقل باتجاه المياه الضحلة أي باتجاه الشاطئ، وهذا من قدر الله تعالى.

 

إن أمواج التسونامي لها قدرة على الانتقال لتعبر كامل المحيط! ولها القدرة على الاحتفاظ بكامل طاقتها خلال رحلتها وهنا تكمن الخطورة، إذ أن طاقة الموجة لا تتناقص مع تحركها باتجاه الشاطئ، بل تحافظ على مستواها، ولذلك فإن الموجة تضرب الشاطئ وهي محملة بكامل طاقتها، ولذلك نرى الخسائر الناجمة عن مثل هذه الظاهرة دائماً مرتفعة.