التوظيف السياحي للاحتفالات والمناسبات

ان لكل فعل  أو ممارسة او ظرف داخل الدولة مردود معين على هذه الدولة ، فغما ان يكون هذا المردود ايجابيا او ان يكون سلبيا ، ومن هذا المنطلق تسعى الدول الى جعل مناسباتها واحتفالاتها ذات مردود سياحي ايجابي يعود على الدولة بفوائد معينة ، وهي في سبيل ذلك تمارس العديد من الوسائل وتوفر جملة من العناصر التي تساعد على تكوين ارضية خصبة تكون اساسا صلبا في جعل مناسباتها واحتفالاتها ذات اثر سياحي ايجابي ، ومن هذا المنطلق ينبغي ان نتعرف اولا على مدى امكانية اعتبار الاحتفالات والمناسبات ذا تأثير سياحي ؟

مما لا شك فيه ان للمناسبات والاحتفالات تأثيرا سياحيا وذلك لعدة اسباب :

1- تودي الاحتفالات والمناسبات الى النهوض بالتراث الثقافي والفني والحفاض علية .

2-     تعتبر الاحتفالات والمناسبات عامل مهم من عوامل  الانفتاح على الثقافات الاخرى وتبادل الثقافات .

  1. تعتبر المناسبات والاحتفالات عنصر فعال في التنمية الثقافية . يشد الاحتفال او المناسبة  اهتمام الهيئات المنتخبة و السلطات العمومية و القطاع الخاص ([1]).
  2. يمكن ان يكون للاحتفال دورا مهما وبارزا في دخول العملات الصعبة للبلاد من خلال زيارة السواح الاجانب الى البلاد بهدف حضور مناسبة او احتفال ([2]) .
  3. الاطلاع على ابرز ما يتميز به البلاد من ثقافات ومواقع اثرية وتاريخية.
  4. المناسبة أو الاحتفال هو في حد ذاته عنصر ثقافي يفرض نفسه أكثر فأكثر ضن أي استراتيجية أو سياسة ثقافية, لذلك فإن وزارات الثقافة في دول العالم  تحرص على أن تكون التنظيمات الثقافية ومن ضمنها المناسبات تنظمها طيلة السنة وسيلة من وسائل التنمية الثقافية التي هي رافد من روافد التنمية المستدامة .
  5. هناك تقاليد ثقافية فنية، تؤكد أهمية المناسبات والاحتفالات بأنواعها كافة، في رفد الحركة الثقافية والفنية بالجديد دائما، حيث تتلاقح الرؤى والافكار والابداعات الجديدة فيما بينها، لتقدم مشهدا وجوهرا ثقافيا أمثل  ([3]).

وفيما تتعدد أدوات الجذب السياحي الطبيعية بين بلد وآخر، فإن بعض الدول والمدن تعمل على تشجيع الإقبال السياحي عليها، عبر تنظيم الأحداث والمناسبات التي تمهد للإقبال السياحي الموازي لهذه الأحداث. وتتنوع هذه الأحداث بين حفلات غنائية [4]وموسيقية ومهرجانات ثقافية ودورات ومسابقات رياضية ،وقد يتوجه بعض هذه الأحداث إلى جمهور معين، ومنها ما ينطلق إلى العالمية، وهناك كثير من النماذج التي تعتمدها المدن من أجل الجذب السياحي فيها.

وهناك من هذه الأحداث ما يعقد دورياً أو سنوياً، مما يضمن عودة السياح عاماً بعد عام. وفي الماضي، كانت المدن تتهرب مثلاً من إقامة الدورات الأوليمبية لأنها كانت تخسر في تنظيمها ملايين الدولارات. وكانت أبرز الأمثلة دورة ميونيخ في عام 1972 التي خسرت 178 مليون دولار، ودورة مونتريال في كندا التي خسرت 692 مليون دولار.

ولكن لوس أنجليس غيرت المعادلة في عام 1984، وحققت من تنظيم الدورة الأوليمبية مبلغ 215 مليون دولار من الأرباح، وبعدها أخذت المدن تتنافس بشدة على استضافة الدورات الأوليمبية، ليس فقط من أجل تحقيق الأرباح، وإنما من أجل الدعاية السياحية لهذه المدن على المدى الطويل ([5]).

وترى العديد من الجماعات أن السياح يشاركون بصورة متزايدة في احتفالاتها، وصحيح أن السياحة قد يكون لها جوانب إيجابية إلا إن الاحتفالات كثيراً ما تتضرر منها على غرار ما يحدث لفنون أداء العروض التقليدية. كما أن استمرارية الممارسات الاجتماعية والطقوس، وخصوصاً الاحتفالات، يمكن أن ترتهن إلى حدٍّ كبير بالأحوال الاجتماعية الاقتصادية العامة. فالتحضيرات وإنتاج الأزياء والأقنعة والاهتمام بالمشاركين كثيراً ما يعني تكبد نفقات باهظة، ويمكن ألا يكون ذلك ممكناً في أوقات الأزمات الاقتصادية ([6]).

 

وكثيراً ما يتطلب ضمان استمرارية الممارسات الاجتماعية أو الطقوس أو الاحتفالات تعبئة أعداد كبيرة من الأشخاص ومؤسسات المجتمع وآلياته الاجتماعية والسياسية والقانونية، وفي حين أن مراعاة الممارسات العرفية يمكن أن تقصر المشاركة على مجموعات معينة، فقد يكون أيضاً من المحبذ تشجيع مشاركة الجمهور على أوسع نطاق ممكن. وفي بعض الحالات، ينبغي اتخاذ تدابير قانونية ورسمية لضمان حق الجماعات في الدخول إلى أماكنها المقدسة والوصول إلى قطعها الأساسية أو مواردها الطبيعية اللازمة، لأداء ممارساتها الاجتماعية وطقوسها واحتفالاتها ([7]).

مما تقدم يتضح ان للمناسبات والاحتفالات تأثيرا سياحيا ينبغي ان يحظى باهتمام الدولة وذلك من خلال حسن تنظيم تلك المناسبات والاحتفالات وتدعيمها بكل ما يمكن ان يزيد من فاعلية الاحتفال او المهرجان في التأثير السياحي للدولة .

([1]) د. محمد فريد وجدي ، السياسة والسياحة : مدخل الى التنمية السياحية الرشيدة ل كولن مايكل هول ، المجلس الاعلى للثقافة ، وزارة الثقافة ، مصر  ، 2012، ص257.

([2])  أسود قادر احمد ، الاثر الاقتصادي للسياحة البيئية على الاقتصاد المحلي ، لإقليم كردستان- العراق ، ط1 ، منشورات زين الحقوقية ، 2016 ، ص26-ص30.

([3])   د. محمد البغدادي ، جغرافية السياحة في العراق ،  ط1 ، وزارة التعليم العلي والبحث العلمي ،  بغداد ، العراق ، 1990، ص 50-ص 52.

[4]  Decision- Making ” Journal of Convention & Event Tourism, Vol . 7No. 1, pp . 23-24

([5]) د. رؤوف محمد علي الانصاري ، السياحة في العراق ودورها في التنمية والاعمار ، دار الكتب والوثائق الوطنية ، بغداد ، 2013 ، ص 101.

( )  د. رؤوف محمد علي الانصار

([6])  د. رؤوف محمد علي الانصاري ، مصدر سابق ،  ص 101.

([7])  د. رؤوف محمد علي الانصار ، مصدر سابق ، ص 110.