يعد النشاط السياح اليوم من أبرز انشاطات في مختلف البلدان ، وذلك لكثافة الأعداد البشرية التي تطمح لقضاء إجازة سياحية مهما كانت قصيرة ، وهذا الإتساع الهائل في مجالات النشاط السياحي لم يكن على هذا المستوى قبل عشر سنوات تقريباً ، لكن التغيرات الإقتصادية والإجتماعية ساهمت في وجود هذه القفزة في السياحة .

أصبحت السياحة من الصناعات الرائدة في الإقتصاد العالمي وخاصة في الدول النامية ، وإزداد إهتمام الدول بالتنمية السياحية وتفعيل دورها في الإقتصاد الوطني لما تمتلكة من منافع إقتصادية وإجتماعية وبيئية .والسياحة لم تعد في هذا العصر مجرد إنتقال الأفراد من مكان لآخر أو من بلد لآخر ، وإنما تنوعت أنشطته وإختلفت إتجاهاته ونظمته وقوانينه وأصبحت ظاهرة إنسانية ونشاطاً إجتماعياً يخضع للعديد من المؤثرات والمتغيرات .

إن نجاح السياحة الداخلية ، في جذب الأعداد الكبيرة من العوائل والأفراد فإنه ستوفر الكثير من الاموال التي تنفق على السياحة الخارجية ، وليس العامل الإقتصادي هو الهدف الوحيد وإنما سلسلة متتابعة من الأهداف المتتابعة والتي سوف تتحقق من أبرزه التعريف بالمدن الداخلية وحضارة البلد والتي تعتبر معرفته جزءاً من الثقافة الوطنية والتي يترتب عليه إرتفاع نسبة الإنتماء للوطن والفخر به ، ومن ثم يصبح الافراد وسائل إعلامية متحركة في هذا المجال .

ون جهة أخرى فإن الأطفال الذين ينشأون داخل الأسرة ويتنقلون معه في رحلاتهم السياحية الداخلية ويصبح ذلك السلوك جزءاً في تكوينهم وتصبح السياحة الداخلية سلوكاً دائماً لهم بدلاً من السياحة الخارجية التي تشكل نوعاً من التهديد الثقافي لبعض قيمنا وسلوكياتنا .

وتواجة السياحة الداخلية في العراق تحديات كبرى على مستوى الإستثمار والتشريعات وتوفير الخدمات ومشاريع البنية التحتية والأمن ، وهو ما يفسر حاجة المستثمر والسائح الى دعم حكومي ، وخصوصاً مع تنامي مشاريع التطوير في البلدان المحيطة وما تشهدة من مقومات سياحية تمتلكه للمنافسة في جذب السياح .  

ولا تتوقف معوقات السياحة الداخلية إلى هذا الحد، بل إن خطط مواجهة غلاء الأسعار في الوحدات السكنية، والتنقل، والترفية، والمعيشة غير كافية، وهقو ما جعل المواطن يبحث عن وجهة خارجية هي أقل تكلفة  ( من وجهة نظرة ) ، لأنه تجمع بين التغيير وخيارات التكلفة من دون ضغوطات مادية ومشاكل أمنية محتملة.